نور الدين العلوي
بدا محمد عبو الفصيح متلعثما ولم يثبت خطا نقديا للتوافق الحاكم الذي يعارضه واقترب خطابه كثيرا وبجمل مرتبكة من خطاب جريدة الشروق… وزاد الأمر سواء أن الخلفية الحقوقية للمتكلم لم تظهر أبدا بل أظهر عكسها وهو يتحدث عن شبهات توزيع أموال إنتخابية وإثراء مجهول المصدر دون أن يقدم دليلا واحدا يستحق أن يتخذ حجة.
اتخذ السيد عبو (السياسي) نفس موقف النخبة التونسية اليسارية من النهضة (مغفلا عمدا النداء) وهو الموقف الذي يوزع الحق في الوطنية والصدق ويرى غيره محل شك وريبة مهما بذل من جهد سياسي ليكون شريكا في بناء تجربة سياسية.
تقييم السيد عبو لمرحلة التوافق (2014-2018) متحيز وعدمي فهو يغفل أن التوافق هو الذي ضمن الإنتخابات البلدية الفارطة والتشريعة القادمة.. كما أنها المرحلة التي ضمنت له بكل عيوبها الإقتصادية مناخ حرية سياسية إذ قطعت طريق العودة إلى الإستئصال السياسي والإحتراب العقائدي الذي دمر به بن علي ربع قرن من حياة التونسيين بما فيهم بل ربما في مقدمتهم السيد عبو نفسه…
نقد التجربة التوافقية على لسان السيد عبو المتلعثم لم يركز على طبيعة الأخطاء التنموية هل هي في الأشخاص أم في الخيارات المتبعة وغلب على خطابه نهج شعبوي لا يفهم منه المستمع بديل السيد عبو المقترح… فقد استنقص ولم ينقد بما كشف أنه ليس لديه خلفية منهجية (برنامج بديل) توجه خطابه…
ظهر لي السيد عبو أقل بكثير من الصورة التي بنيتها له فقد ظهر أقل من زعيم وأضعف من محام… وأبعد ما يكون عن قائد سياسي يشتغل على بدائل فعلية بقطع النظر عن أخطاء خصومه… فمن العسير تأليف الناس على أساس أن الآخرين ليسوا على صواب..
لقد اشتغلت الجبهة اليسارية طويلا على عيوب خصمها الإسلامي لكن لم يعرف الناس أبدا ماذا تريد الجبهة… خطاب عبو كان نسخة كربونية غير جلية من خطاب الجبهة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.