الهزيمة ليست كارثة… الكارثة إعادة إنتاج الهزيمة
الأمين البوعزيزي
• “ربي يرحمهم طيور جنة”… “من قضوا غرقا هم شهداء عند ربهم يرزقون”…
كذا تعودنا أن نسمع من الشعب العميق عبارات تخفف وطأة الموت مواساة للثكالى والمفجوعين… ليس ذلك تغطية على إجرام المسؤولين لكنها طقوس الموت الموجهة إلى الأحياء للتخفيف عنهم… ليس في الأمر شعوذة كما يهرف كهنوت العلمانجية الجهلة بثقافات شعوبهم… ألسنا نسمع من الأطباء – الأكثر فهما لعالم المرض- قاموسا دينيا مرافقا لمهاراتهم المخبرية الصارمة للتخفيف على مرضاهم “الطبيب يداوي والشفاء على الله” !!!
أم أن محاكم تفتيش كهنوت العلمانجية الجهلة بثقافات شعوبهم ستمنع مستقبلا تحية السلام عليكم!!!
• نكبة أهلنا في عموم ولاية نابل سبق أن عاشتها ساكنة ولايات أخرى في بر تونس… وتعيشها أكثر الدول تقدما خصوصا تلك التي تشهد أعاصير… المؤلم وما يدعو إلى الغضب هو تخلف المسؤولين في التعاطي مع الأزمات وتزيدها تصريحاتهم النوفمبرية قبحا فاحشا…
كنا نحن أبناء بلدات الغبن التنموي نشكو غيبة البنية التحتية المقاومة لقسوة الطبيعة قحطا أو فيضانا… وفي سبيل ذلك كانت انتفاضات إجتماعية تصرخ?:
#لا_تسقطونا_من_خريطة_وطن دفعنا مهره غاليا من دمائنا تحريرا وعرقنا تعميرا…
وهاهم أهلنا في بلدات الحظوة التنموية يصرخون ونصرخ معهم:
– متى تنتهي جرائم الغش في الإنجازات!!!
– متى نشرّع عقوبة قطع رقاب المقاولين المورطين في الغش ونصادر أملاكهم؛ وكذا مع تواطأ معهم من بعض مهندسي الأشغال؛ ومن منحهم صفقات عمومية بلا أدنى شفافية ؟؟؟
• نكبة أهلنا في نابل تحتاج وقفة وموقفا وطنيين للإغاثة… وتحتاج انتفاضة تشريعية لردع عصابات الأشغال العامة. ولا تحتاج بيانات سياسية مضاددة أتت في حقارة حكام تونس المجرمين…
• خطاب السبسي الأخير وثيقة وشهادة أن زمن الفاشية (الاستبداد المتخلف) قد ولى في تونس… أبدا لن يُستنسخ سيسيناهو ولا بشارون… مشكلات تونس اليوم هي أزمات نظام رأسمالي تابع مكتمل الملامح اقتصادا وسياسة تم فرضه عقب الإطاحة بتحالف البوليس واللصوص النوفمبري بسبب عجز انتفاضة ديسمبر المواطنية عن فرض نموذجها الإجتماعي…
– السبسي كان مجرد خيمة ملغومة نصبتها عصابة السراق فخا في طريق ملحمة سبعطاش ديسمبر…
– حزب “النهضة” اليوم اختار التحالف مع أزلام المنظومة ممن لا يطلبون رأسها هوويا… وهي بذلك تعيد إنتاج صنيع يسار التزييف الأيديولوجي الوقح طيلة عقود… هاهي تلسعهم بنفس السم…
• الاستقالة من الأحزاب ساعة العجز عن تصويب المسار سلوك متحضر يشي أن الزمن التونسي على سكة الديموقراطية… ذلك أفضل من وحدة البيعة والمناشدة… لكن ليس مطلوبا تشويه من تم الإختلاف معهم والطعن في ذمتهم الوطنية!!! وليس لازما النفخ في قائمة “البروتستانت”!!!
• أزمات تونس اليوم: (فوضى السوق العارمة) ليس مردها إقصاء عصابة بنعلي المقتدرة في الغش الذي تفضحه دموع السماء؛ وإنما مرده استنفاذ دويلات ما بعد الكولونيالية لعمرها الافتراضي بسبب غيبة العلاقات الدولية التي كانت تحميها… العولمة مقبرة كل كيانات العبث الإمبريالي في أمة عربية مضطهدة… كل ثرثرة السيادة المتنكرة لشروطها هو خيانة يومية للكرامة الوطنية… لم يمدنا التاريخ حد اللحظة بنموذج سيادي ظافر خارج معطى الأمم… وأزمة تونس تعبير أنها ليست أمة بل تعبير على مأساة أمتها العربية المضطهدة… لا بقاء في زمن العولمة لغير الأمم سلاحا في مواجهة الاغتيال الإقتصادي الذي يمارسه القتلة العولميون…
أولى خطوات إنتصار الأمم المضطهدة الإطاحة بالاستبداد وبناء كتلة تاريخية أسلوبا في فرض مشروع وطني شعبي مقاوم… المشهد السياسي الحالي في تونس مشهد في قبضة مراهقين وشموليين وجهلة مستبدين وإن قارعوا الاستبداد…
أولى خطوات النصر وعي أسباب الهزيمة… الهزيمة ليست كارثة… الكارثة إعادة إنتاج الهزيمة…
.
✍الأمين.