النظام المعرفي
عبد الحفيظ بن أحمد
☑️ نحن كنا أمة أمية لا تقرأ ولا تحسب، كما كان الحال عند مجيء النبوة، فلما أحسنا التعليم والتعلم وأحسنا القراءة الهادفة كنا خير أمة أخرجت للناس في مجال البناء والعطاء والشهادة الحضارية..
ذلك عندما عرفنا كيف نقرأ ولماذا نقرأ ؟ وكنا نقرأ لنتعلم لا نتعلم لنقرأ، كما هو الحال اليوم، وكان شعار القراءة: القراءة باسم الله الأكرم، بكل ما تحمل تلك القراءة باسم الله من دلالات وأهداف وتوظيف للعلم وللتنمية والارتقاء، وكان التخوف الدائم من أن تتحول القراءة عن أهدافها في الخير والعدل والسلم والرحمة إلى نوع من البغي والظلم الذي تسانده المعرفة، ذلك أن الكثير من الإنتاج العلمي اليوم إنما يتمركز في تنمية أشياء الإنسان على حساب الإنسان، بل الإمكان القول: إنه يتمركز في معظمه على التكنولوجيا التي تمكن من الهيمنة والغلبة والسيطرة والتسلط.
والشيء المحزن حقا أن التخلف في عالمنا اليوم قد يتناسب عكسيا مع زيادة عدد الجامعات وانحسار الأمية !! وكما أن واقع المعرفة عندنا يقوم على التكديس والحشو والتقليد والدوران في عقل السابق، بعيدا عن تنمية روح الإبداع والكشف والملاحظة والتجربة والتبصر واكتشاف الخطأ، الشي الذي يُنمي التخلف، أضف إلى ذلك كيان التعليم في كثير أحواله يقوم على النقل والاستيراد والارتهان والتقليد، والاجترار، بعيدا عن بناء القدرة على الاستنبات وبناء الشخصية الاستقلالية..