تدوينات تونسية

“مثقف النمط” أو “صانع التماثيل” وقاتل الحياة

عادل بن عبد الله
ممّا رسخ في ذاكرتي من كلامهم تقدّست أسرارهم: “إذا رأيت سكران يتمايل ، فتمايل معه”… والناس في عالم الكون والفساد بين سكران بالحق وسكران بالخلق وبينهما أصحاب أمزجة فاسدة لا يُعوّل على سكرهم ولا على صحوهم… فاختر خمرتك وسمّارك وساقيك فإنك لن تطيق الوجود ولن يطيقك إلا بالسكر الذي لا صحو فيه أو بالصحو الذي لا ضد له.
دعكم من ورثة من سأل عن حكم قتل الذبابة بعد أن قتل الحسين (رض)، ودعكم من هؤلاء المرضى الذين تتسع إنسانيتهم لتتعاطف مع “الأضاحي” أكثر مما تتعاطف مع المستضعفين الذين “يؤمنون” بالعيد، دعكم من هذه “الإنسانية” و”الحداثة” و”التقدمية” التي تتسع لتفهّم عبدة الشيطان وعبدة البقر، إنسانية تستطيع تبرير قبح الكون كله ولو كانت في أقاصي درب اللبانة، ولكنها سرعان ما تضيق حتى يصير البشر “خرفانا” و”جرذانا” و”كلابا” عندما يؤمنون بما يضادد أساطير التنويريين وأناجيلهم المنحولة…
دعكم من ورثة يزيد، وورثة المقيم العام، دعكم من هؤلاء المبشّرين بأسوأ مدارس الإستشراق الصهيو-مسيحي… دعكم من خطابات البؤس التي تشيع الضغائن وتمقت الفرح الذي لا يسكن منازل “الملاّكة”، دعكم من أصحاب الدماء “الحمراء”، تمتعوا بعيدكم في كل نفس، وانظروا إليهم بعين الرحمة فما هم إلا مرضى يظنون أوهامهم ترياقا للعالمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock