عبد القادر عبار
نابل عقيلة الوطن القبلي.. ذلك الأنف الجغرافي المندسّ في البحر.. وطن السياحة وقبلة السائحين ومزرعة الفنادق الفارهة.. اختارها النَّوْءُ فأغرقها على حين غفلة من أهلها، وصفعها بسيل هادر متوحش لم يرحم شجرا ولا سيارة ولا بشرا.. ذبح طرقاتها ذبحا وقصم جسورها قصما.. وركل كل ما اعترضه ركلا موجعا.
نابل.. في يوم بؤسها الأسود ونكبتها وفي لحظة وجعها الرهيب.. كان بعض السفهاء في رقص وسهر لم يرقبوا فيها إلاّ ولا ذمة.. وكأنهم لها شامتون وعلى دمارها راضون.. وهي التي كانت تنتظر من يواسيها ويمسح دمعتها ويرتق فتقها ويخيط جرحها ويوقف نزيفها و يكنس أشلاءها.. ولكنها لم تر للنبلاء طرقا على أبوابها.. ولم تسمع للمنجدين رِكْزا في أنحائها..
نابل.. يا وجعا وطنيا أبكى قلوبنا و أقضّ مضاجعنا.. على الله العوَض !.. تبًّا لمن سلّموك للطوفان.. وتركوك لقمة في فم النّوْء الهادر.. ولم يكلفوا أنفسهم مصافحة تمسح دمعتك و تخفف من وجعك و تعوض خسائرك.
“نابل”.. هجم البلاء وغاب النبلاء
