عبد الرزاق الحاج مسعود
إثر تداول بعض الأصدقاء لتدوينات حداثيين مفترضين يعلنون فيها نفيرهم للثأر للحسين ووفاءهم له، قمت بجولة خاطفة في صفحات توانسة ومشارقة تحيي ذكرى مقتل الحسين (ابن علي ابن أبي طالب وابن فاطمة بنت الرسول حسب ما يقول المحقّقون وعلماء الأنساب وضابطو الحالات المدنية عبر التاريخ).
لم أصدّق حجم السفه والجنون والسخف والحمق والإغتراب والتيه والتفاهة والعنف والتعصّب الذي يسود جزءا كبيرا من مجتمعاتنا في بداية ألفية جديدة من عمر البشرية. يتذرّع الحزانى على مقتل الحسين والداعون للانتماء إليه بحرية المعتقد الذي كفله الدستور أولا، وبأن الحسين هو زعيم الثوريين عبر التاريخ ومن لا ينتمي إليه هو بالضرورة في صفّ الظلمة قديما والامبريالية الاستعمارية والصهيونية حديثا. وأن الصامتين عن مقتل الحسين والغون في دمه ودم كل سلالته من الشهداء والضحايا، ويخوضون جدلا دقيقا ومخزيا حول هوية قاتل الحسين شخصيّا وتفاصيل سيرته وبطولته ويقسّمون أسماء الجيل الأول والثاني من المسلمين إلى معسكرين متقابلين عليك أن تختار واحدا منهما لتعرف من أنت ويعرفونك فيحدّدون موقفهم منك.
باختصار،
أقول لهؤلاء وفيهم من تقاطعت طريقي معهم يوما،
خذوا كلّ وقتكم لتثأروا للحسين وسلالته
وأسيلوا ما شئتم من الدم (المادي، والمعنوي إن أصررتم أن المسألة رمزية بحتة لا عنف فيها، وإن كان هناك عنف فهو مسلط على الذات لتحفيزها وتذكيرها بالقيم التي يرمز لها الحسين دون غيره من عباقرة التاريخ)
اندبوا والطموا وثابروا على هذا
لكن لا تلوموني شخصيا على عدم مشاركتكم هذا العمل الجليل
أنا شخصيا لم يحصل لي الشرف أن عرفت شخصا باسم الحسين
حتى عائلتي الموسعة لا تعتمد هذا الإسم
لا ثأر لي مع شخص إسمه يزيد أيضا ولا معاوية، كل مدينتي لا تطلق هذه الأسماء على مواليدها
وأشعر أن عمري قصير جدا لست مستعدا للتنازل عنه لأحد مهما كان إسمه
سأبذل كلّ عمري
لعمري.

عبد الرزاق الحاج مسعود