متشابهات
سامي براهم
عبثا يحاول المستقيلون من الحراك إيقاف التأويلات المغرضة لما قدّموه من تفسيرات لاستقالتهم، لأنّ بين التّأويلات المغرضة وما قدّموه من تفسيرات خيط رقيق ومتشابهات.
فهم مع رئيس حزبهم في مواقفه السياسيّة والتّحالف الإقليمي الذي ينحاز إليه ولكنّهم ضدّه في اصطفافه الآلي وراء هذا التّحالف بشكل يضرّ بالمصلحة الوطنيّة ولا ينتبه لأخطاء هذا التّحالف.
مثلما هم معه كذلك في رفض الإنقلاب على أردوغان لكنّهم ضدّه في المساندة الكاملة لأردوغان الذي يدعم الجماعات التّكفيريّة والإرهابيّة في العراق وسوريا بما يشكّل خطرا على الأمن التّونسي !
هل يمكن أن نلوم إذا “المغرضين” عندما يؤوّلون في اتّجاه لا يتنافى بشكل نوعيّ مع مضمون الخطاب الأصلي للمستقيلين على الأقلّ الذي برز منه في الإعلام السمعي، إلا إذا كان مضمون الإستقالة نفسه والدّوافع إليها مغرضة.
أمّا المترصّدون والمتربّصون والصّائدون في المياه العكرة فلا يحتاجون لخطاب الشُّبَه والمتشابهات ليبنوا تحليلاتهم الجاهزة، هي هديّة قدّمت إليهم، “أمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبّعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله”.
لا نشكّك في نوايا المستقيلين نعرف بعضهم وتواصلنا معهم ونعلم أنّ جزءً من تشخيصهم ينطبق على الواقع السياسي لعديد الأحزاب، لكن الإخراج كان مرتجلا وغير مدروس ويعطي إنطباعا سيّئا عن طبيعة هذه الإستقالة التي لم تنجح في تقديم المبرّرات المقنعة أو على الأقلّ حسن التّسويق لها كحالة وعي نقدي في الحياة الحزبيّة.