المرزوقي صانع الأدعياء وناكري الجميل
عادل بن عبد الله
المخلوع بن علي كان صانع الصناديق والمرتزقة… أما المرزوقي فهو صانع الأدعياء وناكري الجميل.
هل يعني هذا أن المرزوقي كان “ملاكا” لا يخطئ؟ بالطبع لا، فكل ما يعنيه أن ظل المرزوقي أشد ضياء من عقول أغلب منتقديه من جماعة “النضال المشروط”، ولكنه وثق فيمن لا يستحق الثقة ودمر مشروع الحراك حفظا لود من باعوه الان بثمن بخس.
السيد منصف المرزوقي كان مرشحي لانتخابات 2014، وكنت ضمن الفريق الذي عمل معه تطوعا في إدارة الإعلام. ولو عاد بي الزمن لانتخبته مرة أخرى إلى 2014 ولكنني لن أنتخبه في 2019. ولا شك عندي في أن أغلب القيادات المنسحبة (خاصة رموز الصف الأول) كانوا سبب دمار الحراك منذ لقاء النزل الكبير بالمنزه في بدايات 2015.
السيد منصف المرزوقي يتحمل مسؤولية خياراته واستراتيجياته الإتصالية. من ينبز المرزوقي الآن في علاقته بالنهضة وبالمحاور الإقليمية المتنفذة في الشأن التونسي، عليه أن يجيبنا عن السؤالين التاليين: لماذا قبل أن يكون أكثر من 90 في المائة من القائمين على الحملة الرئاسية للمرزوقي من النهضويين أو من المتعاطفين معهم (أو على الأقل من غير المعادين للنهضة)، وهل كان المرزوقي في ذلك الوقت (وحتى الآن) يملك خيارا للإصطفاف الإقليمي غير خياره المعروف (إنطلاقا من مواقف تلك المحاور من الثورات العربية وانطلاقا من علاقاتها بالقوى الإنقلابية في تونس وخارجها)؟