نور الدين الغيلوفي
إذا أردتَ أن تتصرّفَ كما تشاء بلا حسيب مثلما يفعل المجرمون.. وإذا طلبتَ أن تأتيَ ما يحلو لك بلا رقيب كما يفعل الخارجون على القانون.. وإذا رغبت في إسكات الناقدين الحاقدين وإخراس المعترضين الممتعضين.. وإذا اشتهيت أن تمضيَ على سلوكك وإن كان أخرَقَ أهوجَ لا عقل فيه ولا مراجعة.. وإذا ركبتَ رأسَك وامتنعتَ عن تقويم نفسك وعجزت عن الإقناع بأدائك.. فاجعل لك حيلة…
يحسُنُ بك مثلا أن تُشيع في المدينة أنّك تلقّيتَ تهديدًا بالاغتيال.. وأن الجهة التي تُعدُّ لاغتيالك قرّرت أن تكشف لك برنامجها وأن تمكّنك من خطّتها ورأت أن تخصّك بكلمة السرّ وساعة الصفر…
بمثل ذلك تضمن تعاطفَ الناس.. بل صمتهم.. وسكوتَ معارضيك عن الكلام الذي لم تعد تبيحه لمن خالفك.. ووقتها يحقّ لك أن تمرح في البلاد كما تشاء وأن تلعب الأدوار التي تريد ولا عين رأت ولا أذن سمعت…
لن يسألك أحد مَن أنت..
ولن يفكّر أحد في المستفيد من تهديدك..
ولن يذكر أحد أنّك وقد بتَّ حليفًا للمجرمين نصيرا للصوص والمارقين محاميًا عن الظالمين فإنّك لم تعد تخشى أحدًا من العالَمين…
ولن ينتبه أحد إلى أنّ التهديد بالقتل بات سلاح العاجزين وماعون الخارجين على القوانين…
حيلة الإغتيال
![نور الدين الغيلوفي](https://i0.wp.com/tadwinet.net/wp-content/uploads/2025/01/noureddin-ghiloufi.jpg?fit=618%2C324&ssl=1)
نور الدين الغيلوفي