أنا لا أعرف النائبة نادية زنقر، وعلى الأرجح لن أسعى يوما لمعرفتها، أو معرفة أمثالها ممن يحاولون سرقة الوطن بواسطة مفتاح “طبلة عربي” تحت يافطة تجارية اسمها حزب… ولكن الحملة التي طالتها على خلفية لباسها بمناسبة رسمية تدفعني إلى ملاحظة ما يلي :
• هيبة الدولة لا يصنعها اللباس الرسمي لوزير التربية، ولا اللباس “اليومي” لنادية زنقر ..
• منذ ربطة العنق الرئاسية لمحمد منصف المرزوقي، ومرورا بحادثة تعنيف الشرطي من قبل “ذي سوابق” وصولا إلى نعل النائبة نادية، وانكشاف ساقي السلطة لديها دونما خجل.. يبدو جليا أن الوعي الجماعي هو وعي سلفي، لا يتحمل رؤية السلطة بدون نقاب.. نقاب لا يخفي المفاتن بل يخفي العيوب..
• لا يهم إن كنت لا تصلح للسياسة، ولا يهم إن كنت فاسدا أو بائعا للوطن.. يكفي أن تختفي كل هذه الخطايا تحت لباس “حكومي” حتى يُعاد تأهيلك كسياسي، صاحب مشروع، ونظيف اليد..
على هذا الأساس ينهض الخطاب السياسي اليوم، خطاب بلا مضمون حقيقي.. يركز فقط على المظاهر.. حتى أصبحت صفة “رجل الدولة” مرادفا للدماء الملكية التي تخوّل لك الحكم، وتُخضع لك الخصم..!
• لا زلنا نرى أن الزي الرسمي والمقبول للسلطة هو زي الاستبداد، ولا هيبة إلا من خلاله.. ينبغي أن يزرع فينا زي رجل الأمن الرهبة وزي الحاكم الخشية والهيبة.. ولا معنى في نظرنا لسلطة حقيقية دون أن تبعث فينا الرهبة والخشية والهيبة..
• نحن نستدعي دائما النموذج الوحيد التي علق بأذهاننا عن الحاكم منذ الاستقلال، ونحنّ إلى صورة الجلاد، الذي يتحكم بالرقاب.. ولا نطيق أن تعود السلطة إلى الشعب، وأن تكون منه وإليه.. وأن تلبس لباسه وتأكل من طعامه !