“يا يا .. يا واد يا ثقيل”

الخال عمار جماعي
وأنا أحاول فهم “الرجل الغامض بسلامتو” يوسف الشّاهد كانت تتقافز أمام عيني شخصيات كثيرة كأسود الزّبد الذي جعل منه التوحيدي آية في الصعود من “عبد أسود عريان” إلى قائد “يشحذ سيفه”! جاء أيضا إمرئ القيس صاحب “نحاول ملكا أو نموت فنعذرا” ! البرامكة أخوال الرّشيد وتعاظم سلطتهم ! خزندار القائم على خزانة الإيالة التونسية القادم من “المجهول” إلى “الوزير الأعظم” بل جاء في خاطري “عليوة الكحيان” صاحب أحمد فؤاد نجم !!.. يوسف الشاهد ليس أحدا من هؤلاء وإن كانت بينه وبينهم أسباب قربى ! ولكن لا يبدو لي أنّ ما يأتيه “حضرته” من مغامرة ومراهنة وصعلكة على سلطة “شيخ الرئاسة” من باب السياسة والكياسة وأكل الكتف !
من خامل ذكر في الزراعة إلى وزير أوّل -عندما جاء به الباجي معتقدا أنّه إمتداد بورقيبي- إلى رئيس حكومة -وقد اندحر قايد السبسي مجرّد رئيس بصلاحيات دستور الثورة- ينجز حربه على الفساد ويطعن في خاصرة العائلة التي رفعته إلى ما هو عليه ! “الواد الثقيل” يوسف هو حفيد “راضية حدّاد” التي قالت ” لا ” لبورقيبة عندما تعاطفت مع الخارجين عن حزبه بعد مؤتمر 1971 مع أحمد المستيري فرفعت عنها الحصانة واقتيدت للمحاكمة بتهمة “تحويل أموال خاصة والإثراء غير المشروع” أي ما نسميه اليوم “الفساد”!! والطريف أنّ المحامي “الباجي قايد السبسي” كان ممن دافع عنها في المحاكمة تلك !! و”دارت الأيام” فإذا بالحفيد يقف أمام أطماع محامي جدّته ويتصادم مع ابنه حافظ !
أخشي أن ينتهي التحليل إلى أنّ معارك اليوم هي “ثارات قديمة” وأنّ السياسة العائلية هي تواصل لتصفية الحسابات وأنّ “الثورة” لم تفعل إلا إخراج مكبوت هؤلاء. هل يستعيد الشاهد معركة “جدته” و “ينتقم لها”؟ هل “اختلاف وجهات النظر” بين الابن والحفيد كما صرح أخيرا حافظ ولد شادلية هي من جنس “سنرى غدا يا حفيد راضية”!؟ أم انّ يوسف بسلامتو تحوّل إلى “غول سلطة” وهي أشرس الغرائز على ما حدّثنا به إبن المقفّع فلم يعد يرى نفسه إلا في السلطة لا على هامشها ؟
لم أعد أرى يوسف إلاّ في صورة “حسين فهمي” وسيندرلاّ الشاشة تغنيه “يا يا.. يا واد يا ثقيل”..!!!
“الخال”

Exit mobile version