سامي براهم
لم يبق أمام رئيس الحكومة بعد تجميد عضويّته في الحزب الذي نصّبه رئيسا للحكومة إلا تشكيل حزب سياسيّ جديد يدخل به سباق الانتخابات وميركاتو الحكم، حزب قد يوصله إلى سدّة الرّئاسة ثمّ سرعان ما يتفكّك من جديد ويتفتّت مثل لعبة الليغو التي يركّب الأطفال قطعها ليعيدوا تفكيكها وتركيبها خدمة لمشهد جديد ولاعب جديد قبل أن تَبلى وتتلاشى ويُلقى بها.
هذا هو مصير المنظومة القديمة، قطع مبعثرة متناثرة عمياء صمّاء مكابرة مناورة تعيش على أمل استعادة النّفوذ القديم بدون رؤية ولا بصيرة ولا نقد ذاتي ولا مراجعة ولا إرادة حقيقيّة صادقة للانخراط في مسار الإصلاح والتّأسيس الدّيمقراطيّ والانتماء إلى منظومة الثّورة.
أحزاب بلاستيكيّة هجينة غنائميّة نفعيّة ذرائعيّة، تشتغل بالمناولة والاستلحاق تحت الطّلب بدون روح أو فكرة أو قيم أو حدّ أدنى مشترك، أعضاؤها المتحوّلون مارسوا شتّى أنواع التزحلق السياسي والسياحة الحزبيّة وازدواجيّة الخطاب والنرجسيّة السياسيّة المفرطة، يجمعهم التصويت المفيد ويفرّقهم الاختلاف على اقتسام الغنائم.
سيعيش هذا البلد الذي أنجز ثورة على غير مثال سابق على وقع سايكوباتيا نخبه وسياسييه بفشلهم وأحقادهم وأطماعهم ذواتهم المتورّمة حتّى تقيّض له “قوانين” السوسيولوجبا وشروط التحوّلات الاجتماعيّة النوعيّة جيلا أكثر وطنيّة وعقلانيّة ومبدئيّة وأقلّ ارتهانا للنّوازع الذّاتيّة والغرائزية والنّفعيّة الضيّقة.