إسماعيل بوسروال
1. التربية و التعليم رهان التقدم الحضاري
ثمة شعوب في شرق العالم وغربه ليست لها ثروات طبيعية ذات قيمة (نفط ،غاز … الخ) ولكنها حققت تقدما حضاريا مذهلا إذ هي تتبوأ المراكز الأولى في العالم في الدخل الفردي والرفاهية ونوعية الحياة… أدواتها الرئيسية التربية والتعليم… انظروا نمور شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا… وانظروا الدول الاسكندنافية فنلندا والسويد والنرويج.
2. معضلة التعليم في تونس
حققت المدرسة العمومية في تونس مكاسب ونشرت العلم والمعرفة… لكن لم تتمكن من أن تقود البلاد إلى ما قادت إليه المدرسة العمومية المجتمع الفنلندي ذي الموارد المحدودة.
معضلة التعليم في تونس أنه (متحكم فيه ايديولوجيا) حيث طغت عليه محاولة قيصرية لفرض (ثقافة تحديث زائفة) خلافا لليابان وكوريا وفنلندا حيث “احترام الثقافة الوطنية” هو المنطلق… ومنه تعبر الأجيال إلى قمة الرقي الحضاري.
3. الشعب يريد إصلاح المنظومة التربوية
اجزم أن إصلاح المنظومة التربوية لن يحدث في ظل (الوضع التربوي القائم) لغياب أي مقومات للإصلاح.
الوضع القائم في التربية والتعليم تتجاذبه نقابات متهورة مفلسة ثقافيا ووزارة مكبلة بقيود المنظومة البائدة (رغم وفرة الكفاءات) لذا ستراوح الأوضاع مكانها إلى أجل غير مسمى لأن “الايدلوجيا اليسارية” هي الهاجس الأول المتحكم في إصلاح التعليم.
الشعب يريد إصلاح المنظومة التربوية إصلاحا شاملا يجعل من المدرسة العمومية التونسية رائدة التقدم الحضاري لا على هامش المجتمع ثقافيا واقتصاديا.
لا يتأتى إصلاح المنظومة التربوية إلا بإحداث مؤسسة تترفع عن الصغائر وتنظر في عمق التربية والتعليم بنظرة تسمح للمدرسة التونسية أن تكون شبيهة بالمدرسة في فنلندا أو سويسرا أو كوريا الجنوبية أو اليابان ويكون ذلك بإحداث (مجلس أعلى للتربية) طبق مشروع القانون -المودع في مكتب مجلس نواب الشعب- والذي قدمته الجمعية الوطنية للائتلاف المدني لإصلاح المنظومة التربوية.