إذا دخلت السياسة المسجد

نور الدين الختروشي
حركة النهضة بدأت جماعة اخلاقية وتأسست على شرعية التعبد والقرب من الله، وبدأت منذ ما بعد جانفي 1978 رحلة هبوطها إلى الأرض وقد كان نزولها في ديناميكية تراكمية دالتها الأساسية سياسية وتفاعلية مع “ما” أستكشفته في رحلة هبوطها من عوالم أفراح الروح إلى عوالم شقاء الجسد.
اليوم وبعد مؤتمرها العاشر وهي تبحث عن تقعيد مسار نزولها إلى عوالم التراب واستنباط خيط الفصل المنهجي بين الأصل والمآل، فَهم جزء كبير من “جيل التأسيس” أن ذلك الفصل ليس سوى مطاردة ناعمة للداعية لحساب السياسي.
أذكّر االداعية أن الأرض كل الأوض جعلت له مسجدا، وأذكّر السياسي أن السياسة إذا اقتربت من المسجد غالبا ما أفسدت الطمأنينة.
الخلاصة مما ينزّ من معنى على هوامش الفصل بين السياسي والدعوي :
إذا دخلت السياسة المسجد أفسدت طمأنينة العبادة، وإذا ابتعدت عن الصومعة أفسدت نبل المصلحة..
التحدي الذي تدشنه حركة النهضة اليوم هو تحديدا أن تحوم السياسة حول المسجد ولا تستجيب لإغراء وغيّ وغواية دخوله…

Exit mobile version