لكي لا تبقى في قلبي: كيف تصنع مواطنا جبانا في 3 قصص
كمال الشارني
جمعنا حديث مع صديق يشكو من صاحب شركة شاحنات ثقيلة يستغل عنوة فضاء يفترض أنه أخضر لإيواء شاحناته الثلاث ليلا.
قال: “دمرت الشاحنات شوية النباتات وحولت المكان صيفا إلى غبار وشتاء إلى طين، المشكل ليس هنا، السواق يشغّلون الشاحنات في الرابعة صباحا ويسخنون محركاتها فتوقظ كل سكان المنطقة وخصوصا الرُضّع، كلمت الشرطة، قالو لي: أي ؟ آش نعملولهم ؟”.
قال له أحد الحاضرين: “عادي، أنا عندي تحت شرفة بيتي مجموعة شباب يشربون الخمر وموبقات أخرى حتى الفجر، كلمتهم بالشوية ما فاد، هددتهم بالشرطة فقال لي أحدهم: عمي الراجل، هو أصلا الحاكم عمره لا يجي هنا، أما رد بالك على وليداتك، مازالوا صغيرين، أصبحت مستعدا للتوسل إلى الشرطة لكي لا يأتوا من المهم أن تكون في الصف القوي”.
قال الآخر: “هذا الكل لاباس، استروا عليّ: لقد أكلت بضعة كفوف معوجة وتشفيرة كافرة على مؤخرتي لأني أردت أن أعمل فيها مواطنا محترما وموظفا ساميا في الدولة لإقناع صاحب مقهى عند الثانية ليلا بوجوب تخفيض صوت المضخم، ما قتلني حقا أن ذلك حدث لي من أطفال في سن أبنائي وأني لم أجد ما أقول أمام أبنائي وزوجتي وهم يمسحون دماء فمي وهزيمتي”، عندها تذكرت أنا عصابة الذّرّي المراهقين الذين يقضون مضجعي حتى الرابعة صباحا ثم يتعاركون بالحجارة، فقررت أن أحمد الله أني لم أشتك أحدا منهم، وقررت أن أدفع لهم النصيب الذي كتب، كلما لزم الأمر.
هذا في باب كيف تصنع مواطنا جبانا، يمدح الطاغية، ويصنعه إن لم يكن موجودا.