عبد اللّطيف درباله
الأذرع الإعلاميّة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد قادت حملة ترويج كبيرة لإنجازات ونجاحات الشاهد الباهرة إثر زيارته إلى الصين بمناسبة إنعقاد القمّة الصينيّة الإفريقيّة الإقتصاديّة..
وقد أعلنت الحكومة عن تتويج الزيارة باتّفاقيّات لإنجاز مشاريع صينيّة ضخمة بتونس.. مثل مصنع سيارات وجسر لجزيرة جربة وسككا حديديّة وطرقات ومدينة اقتصاديّة.. إضافة إلى هبة بأكثر من 100 مليون دولار.. وغيرها..
وبدا غريبا جدّا حرص الشاهد وإعلامه وأنصاره على النفخ في نجاحات الشاهد المزعومة في الصين.. باعتبار أنّ يوسف الشاهد.. وفي نفس الوقت.. يستقوي على جميع خصومه السياسيّين في تونس بما يقول ويزعم أنّه دعم أجنبي قويّ من الدول والمنظّمات الكبرى.. وذلك من دول الاتّحاد الأوروبيّ أساسا..!!
وهي دول حرصت منذ عقود طويلة.. على منع توغّل التنّين الصيني في أفريقيا عموما.. وفي شمال أفريقيا خصوصا..
كما أنّ دولا أوروبيّة عُرِفَتْ بمعاداة ومنع أيّ دخول صيني يتجاوز الحدود الدنيا إلى تونس.. ومارست بعلم الجميع أقصى الضغوط.. وحتّى التهديدات.. المباشرة وغير المباشرة.. قبل وبعد الثورة.. لمنع أيّ إستجابة تونسيّة لفتح أبواب اقتصادها أمام الإستثمارات الصينيّة.. نفس هذه الدول يقول الشاهد والمحيطون به أنّها.. أو على الأقلّ سفرائها.. يدعمون بشدّة بقاء الشاهد على رأس الحكومة..
فكيف يطمح الشاهد من جهة للحصول على دعم هذه القوى الأوروبيّة.. ويفتخر من جهة ثانية بأنّه عقد صفقات اقتصاديّة مع غريمهم الاقتصادي وعدوّهم الذي ينافسهم لافتكاك النفوذ منهم في تونس وباقي إفريقيا ؟؟!!
ربّما كانت الإجابة أحد ثلاث إحتمالات:
1. إمّا أنّ يوسف الشاهد وفي لهاثه نحو تحقيق أيّ إنجازات تذكر.. تصرّف بسذاجة سياسيّة مدهشة.. وقد تكون قاتلة.. بتخلّي القوى الأوروبيّة التي يزعم أنّها تدعم بقاءه.. عن مساندته.. وستعمل في هذه الحالة على عزله ودعم القوى المضادّة له.. حفاظا على مصالح في تونس..!!
2. أو أنّ الشاهد لا دعم أجنبيّ حقيقي له كما يزعم.. وأنّها مجرّد إشاعات يحرص هو والمحيطون به وإعلامه على ترويجها للإستقواء على خصومه الذين يريدون إخراجه من قصر القصبة.. وبالتالي فإنّ الشاهد لا يرى ضيرا في عقد الصفقات مع الصين.. وإعلانها بالصوت العالي علّها توحي بنجاح إقتصادي يرفع أسهمه في ظلّ الحالة الكارثيّة للبلاد..!!
3. أو أنّ الشاهد يبالغ ويقرع الطبول بإنجازات خرافيّة مع الصّين.. ويبيع الوهم للتونسيّين فقط لاظهار النجاح.. والحال أنّه لا نيّة له بتاتا في إنجاز المشاريع الصينيّة الموعودة.. لا عاجلا ولا آجلا..!!