نور الدين الغيلوفي
جريمة مروّعة لم يتخيّلها عباقرة الخيال في أفلام الجريمة وسيناريوهات الرعب ووقائع الإرهاب… صعاليك بلا عدد يهاجمون بيتا من إناث.. يُعدمون الجدّة التي جاوزت الثمانين من عمرها ويشرعون في قتل الأمّ التي جاوزت الخمسين من عمرها.. ويختطفون البنيّة التي جاوزت العاشرة من عمرها يتداولون عليها اغتصابا ويشرعون في إعدامها ثمّ يلوذون بالفرار تاركين إيّاها أقرب مسافةً إلى موت لم يسعفها بالخلاص من وباء نشروه فيها.. كأنّه أرجأها لتعيش بيننا حتّى تشهد على وسخنا.. تركناها مهَشَّمة بلا جدران وتظاهرنا دفاعا عمّا يزيد من جراحها باسم حريات لا تفهمها ومساواة لا تعلمها…
جريمة تهتزّ لها عروش الأرض وعرش السماء.. ولا تهتزّ لها قصبات بعض الأحياء من رافعي ألوية النساء ولا ترتعد لها فرائص النكاية والشماتة من دعاة نسوية متوحّشة لا تستهدف صون الإنسان على الحقيقة ولكنها تضرم النيران في البلاد وتثير الاشتباك داخل مجتمع متجانس إلى حدّ كبير وتقسّمه تقسيما عنصريا تحت عناوين جوفاء: الحريات الفردية والمساواة في الإرث.. لا عناوين الحق في الحياة للفقراء والمهمَّشين وتوزيع الثروات بما يحقّق العدل بين الناس ويقضي على تهميش تكون بفعله ثلاث نساء فرائس لمجرمين يشبهون الإنسان في الخِلْقة…
قوانين التوحّش التي يصدر عنها هؤلاء الإنسانيون جدّا تمنع ردع أولئك المجرمين السفّاحين القتَلة.. تمدّ في أعمارهم وتضاعف من نسلهم وتبقي على بذورهم في تربة حقلنا يفسدون زرعنا.. وتنشر نظراءهم بين الناس ليعبثوا بأمنهم ويغتالوا الحياة…
جريمة قبلّاط ستهدّ عروش العابثين بالبلاد تحت ذرائع لا تعني امرأة ضعيفة لا تملك أن تتسلّح بنهديها تعرّيهما في الطريق العام تحت عنوان نسوية ليست أقلّ توحّشا من أولئك المجرمين قتلة الأجيال الثلاثة…
ضحايا قبلّاط يستصرخون الضمائر الباقية…
لا شيء غير القصاص العادل يشفي جراحا غائرة تستفحل في البلاد وتسحق بقايا الاجتماع فيها…
هؤلاء المجرمون لا يستحقّون مشاركة الأحياء أنفاسَهم لأنّهم خطر على الحياة.. وعلى الإنسان..
يهتزّ لما اقترفوا عرشُ الرحمان.. وسيظلّ يهتزّ ما بقوا أحياء…