عبد القادر عبار
قرف ورداءة وبذاءة ودناءة وفحش تدوينات لا لزوم له، يُبعثَر هنا ويُنثَر هناك على أرصفة هذا الفضاء الأزرق الذي كان يجب أن يظل في صفاء لون البحر وثروة عمقه.. ولكن يأبى البعض ممن لا خلاق لهم ولا مروءة ولا ذوق ولا إحساس إلا أن ينشر قماماته وخراءات أفكاره بلا حياء.. تعقيبا أو تعليقا، تنديدا أو تشهيرا إذا لم يناسب ذوقه المريض ويراه يسمو على فكره الرخيص أولا يوافق طروحات حزبه العليل.
فلا قدر عنده لرموز وطنية ولا تقدير عنده لقامات ثورية.. يشهد لها القاصي والداني بالرجولة والغيرة والصلاح والإصلاح، فينعتها بسقيم النعوت وينبش في سيرتها ليفتري عليها.. كما أنه لا مصداقية عنده لمواقف خصومه السياسيين ولو ثمّنها كل العالم.. ولا يرى أي حسن ظن بمُغاير إيديولوجي له.. كل بيان يصدر الآخر هو خداع وزور.. وكل تصريح يأتي من الغير فهو خداج وهراء.
القمامات الفيسبوكية تضخمت أكداسها وتعفّت رائحتها وتنوعت مادتها مما يخشى أن تتسبب في حمّى كوليرا.. تزهّد الناس في الاستراحة والتواصل والتلاقي في هذا الفضاء الإعلامي الشعبي المجاني المفتوح.. ولهذا من حقنا نحن الغيارى على هذا الفتح الاعلامي أن نطالب بمجلس بلدي فايسبوكي يكنس عن رصيف ومنتزهات وشوارع هذا الفضاء الأزرق البديع -متنفسّنا الوحيد- كل قمامات الأفكار وزبالات التدوينات المريضة.. ويطهّره من كل متردّية ونطيحة وموقوذة. ومن العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها ومكسورة القرن ومشقوقة الأذن.
بلدية للفيسبوك
