مش كنا رايضين وعندنا سلم اجتماعي ؟
كمال الشارني
حالة تخيلية روائية لا علاقة لها بالواقع:
مجلس بلدي منتخب بشرعية لا خلاف حولها، أراد تطبيق القانون بخصوص الرصيف واستغلال الملك العام، وسط موجة حماس من أجل الصالح العام و”الحوكمة الرشيدة والشيء” وبدأت الحملة بالأضعف: الباعة المنتصبون، لكن المحل الأكثر مخالفة للقانون “متاع أخت مرت الوالي، هي أصلا مرا باهية وحاجة بيت ربي وتعاون البلدية والفقراء”، المحل الثاني متاع صاحب رئيس المنطقة، هو أصلا ديما يشرب قهوته الصباح فيه، “عيب”، المحل الموالي مؤسسة عمومية متاع الدولة: “أنت مجنون لكي تحجز معدات الدولة، أصبر، يلزمنا أربعة أشهر من المراسلات الإدارية مع تونس لكي نجد حلا”، صاحب المحل الأخير قضى عمره في خدمة نظام بن علي وأصبح في قلب نظام الحكم الجديد، يشغل ثلاثة عشر عاملا يهدد بطردهم إذا طبقوا عليه قانون الملك العام، يهدد أيضا بإستئجار المنحرفين في الفضاء العام: “ينحولكم دين سماكم أصلا”، يحولون حياتكم إلى جحيم، “قاله الملك البلدي قاله”، أخيرا، تدخل كبار التجار وكبايرية البلاد قالوا: “ما هذه الفوضى ؟ ياخي مش كنا رايضين وعندنا سلم اجتماعي ؟ يا تحبوا على السلم والسلام كما كنا، يا نردوها فوضى ؟ كم هي سيئة الحرية والانتخابات.