أحمد الغيلوفي
“إن السياسة المُعتمِدة على العائلات القديمة مكنت فرنسا من السيطرة على البلاد، لكن ذلك لم يمنع من بروز نخب جديدة تحمل مشروعا وطنيا “Henri de Montety “enquête sur les vielles familles et les nouvelles élites.
الكاتب هو الرجل الذي بعثته فرنسا لإضعاف الحركة الوطنية وتقسيمها في الثلاثينات. لماذا انفجر الحزب الحر الدستوري الي الديوان سياسي ولجنة تنفيذية؟ لأن اللجنة التنفيذية يسيطر عليها “البلدية” والأثرياء المربوطين بفرنسا (العائلات القديمة) والديوان السياسي يسيطر عليه أبناء المهمشين والآفاقيين (الحبيب بورقيبة، صالح بن يوسف، سليمان بن سليمان، لزهر الشرايطي، محمد الماطري، جلول فارس..). كانت اللجنة التنفيذية تريد بقاء نظام الحماية، والفريق الثاني كان يطالب بالإستقلال. أصبح هناك حزبين: الدستوري القديم (الأثرياء والمثقفين) وهم مع فرنسا ودستوري جديد مع الإستقلال.
يقول بيروطون (المقيم العام) “وفي مثل هذه الحال بدى لي أن أترك الدستوريون يتناحرون فيما بينهم.. وآثر لقاءات مع ممثلي الحزب القديم وعدتهم بالدعم والإعتراف بهم بصورة رسمية”.
لماذا إختلفا في مسألة الإستقلال؟ نفس الميكانيزم الذي يُفسر لنا اليوم الإختلاف حول الثورة: كان الساحل منكوبا: وقع افتكاك كل الأراضي الخصبة وسُلمت للمعمرين، وكان الوسط والجنوب الغربي على غاية من الفقر وكان الجنوب منطقه عسكرية (يعيش الناس على الهطاية) كان خلاصهم في نظام جديد. الفريق الآخر كان مستفيدا من الحماية. يقول André charls julien مفسرا هذا الإنقسام: “إن أعضاء الدستور الجديد في غالبيتهم من الطبقة الوسطى، نشأوا في دواخل البلاد وعرفوا بدايات صعبة في حياتهم، يسكنهم كره تجاه البرجوازية والارستقراطية بمدينة العاصمة”. بورقيبةه لم يكن من الأثرياء ولا من المثقفين ولا من البلدية. كان مكروها من طرفهم، وكان يبادلهم نفس الشعور. طرده لسبسي لم يكن صدفة.