عبد القادر عبار
1. ليس عيبا أن يكون التديّن مجرد تسجيل حضور باهت.. و”هاني معاكم لا تنسوني” على حدّ تعبير العامة أي بروتوكوليّا.. وليس تقتيرا ولا زهدا أن تكفيه جبّة تتقاسمها صلاة العيدين مع سهرة ليلة المولد النبوي، كما انه ليس تزمّتا ولا هجرا أن تقتصر العلاقة بالقرآن على حركة مرتعشة للكف اليمنى على المصحف للقسم عند توليّ منصب وزاري..
تلك هي “الوسطيّة” المثالية التي تنادي بها الحكومات العربية.. وتروّج لها وترى فيها السلاح المناسب لمكافحة الإرهاب.. وتعلم أن مولاها الغربي يباركها ويوقّع عليها بلا تحفظ.
2. كثيرون بظلمون الحكومات العربية بقولهم إنها تاركة للصلاة وأنها غير متديّنة كما ينبغي ؟
الحكومات العربية، هداكم الله.. إيمانها في قلبها، وهي مصنفة ضمن أصحاب الأعذار.. وتعمل بمقولة إن الله يحب الإخفياء.
3. الذين يتهمونها بالتقصير في الصلاة وقلة الحضور لصلاة الجماعة في المساجد.. يقولون ذلك لأنهم لا يفقهون أحوالها الخاصة المانعة لها من تحقيق ذلك.. هم لا يعلمون أن للحكومة مواعيد نفاس ممتدّ، وحالات حيض تتبعها استحاضة.. تمنعها كما تمنع النساء عادة من أداء الصلاة وحضور المساجد لانعدام الطهارة.. فهي إذن لها عذرها الشرعي وهذا ما يجعل من خصوصياتها أن طهارتها موسمية حيث لا يمكنها أن تجدّد وضوءها وتغتسل من نفاسها وحيضها إلا ثلاث مرات في العام.. في عيد الفطر وعيد الأضحى وليلة المولد النبوي الشريف.. وهي تعتمد في ذلك حديثا إفتراه فقيهُها “ابن بطخواه “وصحّحه “ابن قرعواه” يقول أن عيد الفطر وعيد الأضحى مكفّران لما قبلهما، وأن سهرة ليلة المولد مكفرة لسنة قبلها وسنة بعدها.. إذن للحكومات العربية مرجعيتها ولها فتواها وبالتالي فهي لا تنطلق في ممارستها الشعائرية من جهل أو فراغ.. فلا تفتروا عليها الكذب بعد اليوم.