تدوينات تونسية

كلام غير إيديولوجي على كلام إيديولوجي

نور الدين الغيلوفي
#حول_حمّه_الهمّامي
بصراحة نحب نسمع ديما الرفيق حمّة الهمّامي..
يذكّرني بمسطرة لوح قديمة كنّا نقرو بيها..
حتى هو يصلح يكون مسطرة للتقدمية.. ولكنها مسطرة مجروحة محفّرة من جوانبها وما ترسمش الخطوط المستقيمة..
على كلّ حال اسمها مسطرة..
والرفيق القائد ليس له من التقدمية غير الإسم مثل تلك المسطرة التي لا وظيفة لها خارج إسمها.. على أنّ المسطرة لا تنطق.. أمّا الرفيق العتيق فناطق.. وهو الذي وصف نفسَه بالتقدمية والحداثة ولقّب نفسه بالديمقراطي في نسيان متعمّد لمفردة ثوريّ.. لا علينا.. كل واحد حصانه ينقّز السدرة.. والرفيق حصان تقدّمي أصيل.. والسدر كثير.. والمساحات شاسعة…
نحب نسمع الرفيق ديما على خاطر كيف نسمعه نتعلّم الصبر ونعرف فضل الصمت على الكلام.. وكيف نسمعه نتصوّر وزن الجبهة الشعبية في البلاد وجديتها في العمل ونفهم قدرة اليسار على الإقناع.. وجديتهم في الإقتراب من الناس…
نحب نسمع الرفيق ونقرأ في خطابه برامج الجبهة اللي فيها عدد كبير من الأحزاب اليسارية والشخصيات الماركسية المستقلة التي لا تزال تجلس عند آخر عتبة مرّ منها رئيس ألبانيا القديم الرفيق أنور خوجه الذي تَوَفَّى عمرَهُ وترك وصيته من بعده لوارثه الأوحد الرفيق حمّه.. ولو نطق غيرُه لما احتيج إليه..
الرفيق حمّه هو الناطق الرسمي.. ولكنه كلما نطق زاد فضل الصمت على الكلام عندي ورأيت معنى أن يكون الإنسان وما أدراك ما الإنسان قصبة يصفّر بها الريح وقد غادرتها الروح…
أدّعي أنّني أحصيت ما في جعبة الرفيق النطقية.. فهو كلّما تكلّم كان كلامه حشوًا.. فهو دائما يحشر في تصريحاته مفردات لا رابط بينها لازمة لخطابه.. منها (الترويكا.. النهضة.. الإتجاه الإسلامي.. قلنالهم راهو.. يقولولي الناس.. الدستور.. التحالف الحاكم.. الفاشل.. أحنا في الجبهة الشعبية.. هتلر راهو طلع بالإنتخابات.. ميتران ألغى عقوبة الإعدام.. بورقيبة.. الإنسانية راهي تقدمت.. المساواة بين البشر.. إلغاء العبودية.. مجلة المعرفة والمجتمع.. الدفاع عن ضربان المرأة.. في الجبهة الشعبية ما ناش نجرو ورا الكرسي.. الصدق.. التلوعيب.. البوليتيك.. التوانسة يقولولنا ظهر عندكم حق) فقط لا غير مع مراعاة فارق التوقيت لكلّ تصريح وفارق اللوك اللي يخرج فيه حمّه… ومع مراعاة التحويرات الحاصلة في الخطاب بعد سقوط قرون الفلفل من قفة الزوالي اللي كان يهز فيها لخالته مباركة التي انتقلت إلى جوار ربّها…
فقر معجمي.. وعبارات كثيرة لا تفهمها الأجيال الجديدة.. وسطحية تفكير وخيال سياسي مُعَطَّب وقدرة على التطوّر منعدمة… ورؤية ضبابية وأفق مغيّم…
الماركسية أنتجت مفكّرين عربا كبارا وسياسيين على قدر لا يستهان به من الرصانة والرجاحة.. ولكنّ تربة بلادنا ظهر بها نبات نكِد لا جهة له.. لا تعلم أهو إلى اليسار ينتمي أم هو طفيليات نبتت على ضفاف الليبرالية المتوحّشة التي تفترس كلّ شيء وتحرق الأخضر واليابس… حتّى الذوق السليم تضرم فيه نيران حقدها..
اللاطبقي….
أرثي ليسار لا يسار فيه..

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock