الأربعاء 18 يونيو 2025
نور الدين الغيلوفي
نور الدين الغيلوفي

خصومات مفتعَلَة مسيرات هنا ومسيرات هناك

نور الدين الغيلوفي
خصوم لجنة الحريات الفرديّة والمساواة يدعون إلى مسيرة وطنية لمنع تقريرها.. وأنصارها يدعون إلى مسيرة وطنية من أجل تمريره…
الفريقان.. كلٌّ منهما يدعو شعبه ويستقوي على الفريق الثاني بشعبه.. والفريقان كلاهما يلوذان بمجلس شعب ثالث.. كأنّهما يتحدّثان بلغتين مختلفتين عن شعبين مختلفين ويلوذان ببرلمان شعب آخر ليس هو الشعب الذي أنجز ثورته ليأكل من ثروته فيَطْعَمَ من جوع ويأمن من خوف…
الفريقان يزعمان نصرة الحريات ولكنّ كلّ فريق يصادر الفريق الآخر.. لأنه يرى فيه الجحيم.. ولا حرية في الجحيم..
الفريقان يدّعيان تحرير المرأة ولكنّهما يجعلانها في مرماهما المشتَرَك.. موضوعَ سجال لا غير…
الفريقان يقولان باحترام الدين ورعاية المقدّسات .. ولكنّ لكلّ منهما دينَه الذي ارتضاه لنفسه ومقدّساته التي لا يرى عنها بديلا…
داخل كلّ فريق منهما عقلاء كُثْرٌ… ولكنّ ذوي الأهواء أكثر..
المنطق يقول: نتعاون في ما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه.. ولكنّ بين الفريقين من لا تناسبه غير مستنقعات الصراع فهو ولوع دوما بإيقاد النيران.. وبمثل هذه الصراعات المفتعلة يُهدَر الزمن وتضيع الجهود ونتقهقر بدل التقدّم…
لست أدّعي لنفسي الحياد.. فلا حياد أمام محن تتراكب وأزمات تتراكم وقومٍ يُضيعون الوقت بافتعال عناوين لا تفعل شيئا غير إضرام النيران في جسد شعب أعياه السياسيون وأرهقه سكّان العلب الإيديولوجية الذين يرّوجون بضائع لا تسمن ولا تغني من جوع…
لست محايدًا.. ولكنّني أحتجّ على ترتيب الأولويات…
أحتجّ على أنصار التقرير لأنّهم يضيعون من وقتنا ويفسدون انسجامنا بمشاكل ليست منّا فهم يهرولون، وقد ضاقت بهم الديمقراطية، من أجل حشرنا في مربّع دكتاتورية قوانين لا تكاد ترضي من التونسيين أحدا…
وأحتجّ على خصوم التقرير لأنّهم ينفعلون بما يفعل الأوّلون فيطرحون في الشارع ما أغناهم عن طرحه برلمان انتخبوه وارتضوه لحسم المعارك…


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

نور الدين الغيلوفي

ليس لنا حلّ غير الالتقاء

نور الدين الغيلوفي نقطتان ألحّتا عليّ اليوم 1. لست حزينا ولا متشائما. لا أميل إلى …

نور الدين الغيلوفي

قال لي الفيلسوف عن الكتلة التاريخية

نور الدين الغيلوفي سألتُ الفيلسوف، – أما زلت تؤمن بالمشترك وتنادي بالكتلة التاريخية؟ فأجابني: – …

اترك تعليق