• ليس لاختبار الموازين والأحجام فذلك عبث وتحريش بين المواطنين.
• ليس لتغليب رأي على آخر باعتماد مغالبة الشّارع الذي لا يعوّض المؤسّسة التّشريعيّة بأيّ حال.
• ليس لصنع مناخات الفوضى الخلاقة التي تخلط الأوراق وتفرز الأقوى والأعلى صوتا.
ولكن … فقط لتكسير التوظيف السّياسويّ لسرديّة الاستقطاب الهووي والتّخويف من حريّة التعبير التي تفتح الباب للإرهاب والفوضى،
نريد أن نرى التّونسيين والتّونسيّات بكلّ ألوان الطّيف الفكري والأيديولوجي والتّأويلي، بكلّ هواجسهم وتخوّفاتهم ولافتاتهم وشعاراتهم وانفعالاتهم وتعصّباتهم،
نريد أن نرى هذه الكتلة البشريّة المسمّاة شعبا تونسيّا بكلّ انسجامها وتناقضاتها وشروخها وعقدها وجروحها الهوويّة ورهابها الأيديولوجي تعبّر عن ذاتها بالصّوت العالي لعلّها تسمع لبعضها البعض بعد التّصادم والتّصامم وطول الغربة الوطنيّة والاغتراب في سنوات الاستبداد.
بإمكان عاصمة الثّورة أن تشهد على غرار كلّ عواصم العالم الحرّ تظاهرات متضادّة المطالب يعود بعدها المواطنون مهما كان حماسهم لمطالبهم واقتناعهم بها إلى بيوتهم سالمين آمنين ليحتكموا إلى الحوار والوسائل الدّيمقراطيّة لفضّ الخلافات وصنع التعاقدات المتينة والدّائمة.