فريب، مرتزقة، عصابات… “زيد أشكون زاد” تتوالى الأوصاف المهينة للمدونين ولسلاحهم الوحيد شبكة التواصل الإجتماعي التي أثبتت قدرة فائقة على كشف المؤامرات التي تحاك ضد هذا الشعب وفضحها. تتعقب كبار الفاسدين وتوجه البوصلة نحو الوجهة الصحيحة ببيان زيف المعارك المفتعلة. تتصدى لتهميش المؤسسات المنتخبة وتدفعها نحو القيام بدورها، كاشفة في الوقت نفسه لهوانها وارتهانها لأجندات الأحزاب. تعبر عن هموم الفئات المهمشة وتنقل معاناتهم ومآسيهم.
لأنها تقوم بكل هذه الأدوار بنجاح متفاوت الأقدار أصبحت تؤلم وتحرج فنالتها السهام من الجميع فذاك لعمري دليل على فعاليتها عكس ما يروجه المقللون من شأنها. ومع ذلك فإن المنطق العام الذي يحكمها هو منطق رد الفعل وليس الفعل مما جعل المبادرة دائما عند المتواطئين على الثورة.
من الضروري أن تحدث نقلة نوعية في عملها فتسهم في التعريف بالأيدي النظيفة، أولئك الذين يغارون فعلا على وطنهم، تثمين المواقف الوطنية والأخلاقية ذات القيمة العالية. تؤطر المبادرات الإيجابية ذلك أن خطر التركيز على إبراز الأسوء لا يكمن فقط في الإسهام في التعتيم على الإيجابي وإنما في تعميق روح الإحباط وذلك هو جوهر مشروع القوى المضادة للثورة.
ثقافة الإحباط ثقافة مدمرة ومثبطة. شعار “بعد الثورة خير” يجب أن يتجسد في وقائع ومواقف تبين أن روح الثورة باقية وفاعلة بالرغم من كل محاولات طمسها.