الحوار التونسي مبني علی الصراحۃ وهي حتميۃ سياسيۃ لا تخضع سوی لتوازنات الواقع حيث تسمح الأحزاب بممارسۃ سياسييها لتقنيۃ الإختراق الممنهج عبر إعادۃ توزيع أعضاءها ممن تری فيهم حب المغامرۃ والقدرۃ علی المراوغۃ.
تتصدر الصحف عناوين بين الحقيقي والمزيف ولكل عين مكيال وكل حقيقۃ كيال وتری الشارع يهتاج و يحزن ثم يهدأ علی منوال أسهم البورصۃ التونسيۃ الراكدۃ في مستنقع التقلبات الجويۃ للساحۃ السياسيۃ التونسيۃ بمباركۃ الاتحادات المهنيۃ والنقابيۃ والقطاعات الجوكر.
لن يكون هناك سوی مبدا الإتفاق والهدنۃ لتسيير الوضع المتردي أمنيا واجتماعيا واقتصاديا حيث تعجز الكتل المتناحرۃ المنتميۃ إلی نداء تونس إذا ما اعتمدنا معيار الإنتخابات علی التواجد الإبجابي في مصير الحكومۃ والدولۃ بل طالت العديد من نوابها تهم الموالات لبعض رجال الأعمال الفاسدين وحتی الطامعين في نيل مراكز سياسيۃ وسياديۃ لتسهيل مصالحهم ومنهم من يحاول استرجاع أمجاد النخلۃ 2014 ولكن عبر أساليب عصابتيۃ أكثر منها سياسيۃ ومنها من يعرض نفسه للبيع ويلوح بفرضيۃ بيع تونس ولا حرج علی المرتزقۃ فهمهم إطعام بطونهم ويا ليت العين تستحي.
النهضۃ صمام أمان شعبي قاعدي للنداء أو الجزء الذي لازال خاضعا للباجي والمدعوم بدوره بامتيازات رئيس الجمهوريۃ ورغم ذلك يبقی التوازن مختلا فلا مناص من التقرب إلی النهضۃ ولو كلفهم خسارۃ الرئاسيۃ 2019 أما التشريعيۃ فهي شأن آخر. نعم هي شأن آخر !
تعود تلك الضبابيۃ الحائمۃ حول التشريعيۃ لأسباب تتعلق بالرأي العام الداخلي الرافض في بعض مكوناته لتواجد النهضۃ في الحكم فضلا عن العالم الغربي الباحث عن الوعود الراعيۃ لمصالحهم الملتحفۃ بمواثيق الحريات الصماء العمياء في بلادهم والمفروضۃ علی العرب قسرا لا فضلا.
كما يعتبر الشأن الجزائري معضلۃ في حد ذاتها فنهايۃ بوتفليقۃ تفتح الآفاق لعدۃ سيناريوهات حتی الجزائريون عاجزون عن توقع مستقبلهم بكل وضوح وهو ما سينعكس مباشرۃ علی الوضع التونسي لما تتمتع به شقيقۃ تونس من تأثير علی الوضع الأمني الحدودي باعتباره ملف حساس وحاسم.
تبقی ليبيا الجار الذي يعاني شح الحلول وتعنت أطراف النزاع وهو ملف أمني آخر يطرح أمام طاولۃ المنظرين و المنظمين لانتخابات 2019.
وتبقی الإحتمالات والتحاليل قادرۃ علی تغيير مصير تونس جذريا إذا ما انفك عقد قرطاج 2 قبل حلول العرس الانتخابي.
لا تولوا اهتمامكم لمركاتو السياسيين بل ادعموا تونس 2019.
وستظهر الحقيقۃ مهما كانت ملامحها فقط علينا تقبلها.