شهادة للتاريخ…
نور الدين الغيلوفي
على هامش تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة.. هذه شهادة منّي تتعلّق بالدكتور عبد المجيد الشرفيّ.. كنّا في شهر رمضان بكلّية الآداب بمنّوبة.. وفي رمضان يصوم التونسيون أغلبُهم.. والطلبة إلّا أقلّهم.. كنتُ في باحة مكتبة العربيّة وكان قبالتي طالب من “الوطد” يدعى ع. إ (قد تعود الذاكرة إلى الإسم ببعض أصدقاء المرحلة.. بربّكم لا تذكروا الإسم).. كان الطالب يدخّن مطمئنّا حتّى دخل عميد الكلية وقتها الدكتور عبد المجيد الشرفي.. ولمّا رأى الطالبَ نهره قائلا “نحّي السيقارو” فأجابه الطالبُ : “أنا حرّ”.. فردّ عليه السيد العميد “حريتك مارسها في داركم”…
لسنا نطالب بغير هذا يا دكتور.. لا خلاف بيننا حول الحرية التي أشاد بها التقرير وأكّدت على قدسيتها ديباجتُهُ ولكنّ حرية الفرد محدودة بحريات أخرى ومقدّسات أخرى ومشاعر أخرى وأمزجة أخرى وأذواق أخرى وعقائد أخرى ومشيئة أخرى.. فمن طاب له أن يمارس حرية لا تنسجم مع المزاج العام له أن يستتر حتّى لا يفسد قواعد الاجتماع لا أكثر ولا أقلّ…