بشرى تستعدي وزارة الدين
سمير ساسي
أقول دوما أن الحداثة سبة وليست فخرا فكل من يدعي أنه حداثي فهو رجعي لم يدرك أن الحداثة وقع تجاوزها. ورغم ذلك فإن بعض الحداثويين رغم رجعيته فهو متخلف عن قيم الحداثة نفسها وهذا ما تبرزه بشرى بلحاج حميدة رأس الرهط التسعة حين دعت وزير الدين إلى منع خطباء الجمعة الذين اعتبرتهم من الدواعش من نقد تقريرها طبعا هي لم تقل نقدا وإنما تهجما.
لننظر الآن في التفاصيل فإما أن بشرى تمتلك تسجيلا لهولاء الخطباء فعليها وهي النائبة في المجلس أن تحترم القانون وتلتجىء إلى القضاء وإما أنها تفتري وتلعب دور الضحية كالعادة وهذا يستوجب متابعتها قانونيا وأنا أطالب نقابة الخطباء بتتبعها.
ثانيا يفترض في حال عدم امتلاكها لتسجيل أنها تقوم بالتجسس وتعتمد الوشاية في فضاء عام هي لا ترتاده وهذا أيضا مخالف للحرية التي تتبناها أو تزعم ذلك وينذر بخطر التضييق على الحرية في أشكالها المتعددة
الخطباء جزء من الفضاء العام ولهم حرية التعبير والقراءة وفقا لمرجعيتهم كما زعمت هي والرهط التسعة اعتمادهم قراءة مقاصدية للإسلام.
الوزارة أكدت في وقت سابق سيطرتها على المساجد فإما أن الوزارة تكذب كما ترى بشرى أو أن بشرى لا تثق في الوزارة، وفِي الحالتين هناك مشكل في دورها كنائبة أو كعضو في لجنة الرهط.
كلمة أخيرة ليعض من يحاول التبرؤ من تاريخ انتماءه للحركة الاسلامية بتبني ما تقوله بشرى دون تحفظ. انسلخ كما تحب ولكن ليس على حساب غيرك فالمساجد جزء مهم من الفضاء العام والثورة ارجعت لها دورها. وانسلاخا من حركة النهضة أو انتماء قديم يعنيك وحدك ولا يجعل خطيب المسجد حمارا قصيرا تركبه ليقبل بك الحداثوي.