عبد اللّطيف درباله
أصدرت حركة النهضة يوم أمس بيانا بعد الاجتماع الدوري لمكتبها السياسي.. أعلنت فيه ما معناه أنّها مع بقاء الشاهد في رئاسة الحكومة.. شريطة ما يلي أساسا:
1. أن يجري تحويرا جوهريّا بالحكومة..
2. أن يلتزم ببرنامج العمل بـ”وثيقة قرطاج 2″..
3. أن يتعهّد بعدم الترشّح في انتخابات 2019..
وباعتبار أنّ الجميع يعرف بأنّ الشاهد انقلب أصلا على السبسي الأب والإبن.. وعلى حزب نداء تونس الحاكم.. والذين جاؤوا به إلى السلطة.. نظرا لطموحه الجارف في الترشّح للانتخابات القادمة في أكتوبر 2019.. فإنّ معنى ذلك أنّ هذا الشرط تعجيزيّ.. لكون النهضة تدرك تماما وتعرف بأنّ يوسف الشاهد يجهّز نفسه للانتخابات القادمة.. وبالتالي فهو سيرفض الإذعان لهذا الشرط..!!
ويعكس ذلك وأنّ النهضة بدأت التمهيد بوضوح للتخلّي عن مساندتها للشاهد.. والذهاب إلى مساندة جناح السبسي الراغب في عزله وتغييره.. وأنّها ستبرّر تراجعها القادم بأنّ الشاهد هو من كان سببا فيه.. برفضه الخضوع لشروطها.. ورفضه التوافق مع رؤيتها السياسيّة..!!
أمّا إذا وافق الشاهد على شرط النهضة بعدم الترشّح.. فمعناه أنّه انتهى سياسيّا.. وأنّه لم يعد يشكّل خطرا قريبا على عائلة السبسي ورغبتها في توريث الحكم من الأب الباجي إلى الإبن حافظ..
ومعناه أيضا أنّ النهضة رجعت في الأخير إلى “حضن التوافق” مع السبسي والنداء.. بخدمة الباجي وابنه المدلّل.. والتخلّص من خطر منافسة غريمهم الشاهد لهم في الانتخابات القادمة وهو في منصب رئيس الحكومة المنشقّ عن النداء..!!!
علما وأنّ زعيم النهضة راشد الغنوشي سبق له منذ حوالي السنة.. وأن طالب يوسف الشاهد بإعلان عدم نيّته الترشّح للانتخابات القادمة أو أنّ عليه الاستقالة من رئاسة الحكومة.. بدعوى أنّ انشغاله بانتخابات 2019 سيلهيه عن التركيز في العمل الحكومي.. وعن حلّ مشاكل البلاد بعيدا عن الأهداف الإنتخابيّة.. قائلا في حواره التلفزي آنذاك بقناة “نسمة” بأنّ على الشاهد الاختيار بين هذا وذاك..!
لكن عندما أعلن الغنّوشي والنهضة مؤخّرا موقفهما المبدئي بمعارضة رغبة رئيس الجمهورية وحزب نداء تونس الحاكم واتحّاد الشغل وغيرهم.. في تغيير الحكومة وعزل يوسف الشاهد.. بتبرير أنّهم مع الاستقرار وبقاء الشاهد والاقتصار على تحوير وزاري جزئي فقط.. فإنّهم لم يربطوا هذا الموقف بأيّ شرط مفروض على الشاهد.. ممّا يوحي بأنّ العودة إلى الشرط القديم و”القاتل” للشاهد بفرض إعلانه إلتزامه عدم الترشّح لانتخابات 2019.. هو إنقلاب جديد للنهضة في موقفها من الشاهد.. ومساندة في النهاية للسبسي في حربه من أجل عزل يوسف الشاهد من رئاسة الحكومة..!!