أحمد الغيلوفي
لا يذهبن في ظنكم أن النداء تشقق وانتهى. ليس النداء هو الباجي وحافظ والشاهد وطوبال. ذلك سطحه الظاهر: محترفو كذب وتمثيل جيئ بهم في 2014 وقاموا بدورهم في استعادة السلطة وحماية اللأشخاص والمصالح.
من جاءوا بهم لا شك يفكرون في البدائل. عالم المال الفاسد والمصالح الكبرى واللصوص والمصالح اللأجنبية لا يمكن أن يتركوا الحبل على الغارب. يعرفون أنه لو حُكمت تونس من خارج المنظومة سوف يدفعون ماعليهم أو يدخلون السجون. علينا أن ننتظر إذا ترميما للنداء مصحوبا بحملة إعلامية مفادها أن الفاسدين قد خرجوا وجاء النظاف والوطنيون. سوف تُضحي البنية العميقة للفساد بالباجي وابنه لإنقاذ نفسها. وسوف تُعيد مرزوق بعد ذهاب حافظ وسوف يلتفً من جديد آفاق والمسار حولهُ، وسوف يدعمه الإتحاد. كل من لديه ملف يخاف منه سوف يدخل النسخة الجديدة للنداء. من فرقهم الطمع بعد الإنتصار سوف يجمعهم الخوف قبل 2019.
لن تجد المنظومة أفضل من الشاهد حاميا لها: هو إبنها ورئيس حكومة و”شاب” حتى يستميلون الناس الغاضبة من الشيوخ. وبالطبع جوقة الإعلام الفاسد لا تأكل إلا على موائدهم ولا تطمئن لغيرهم. أربعة لا يستطيعون العيش إلا في ظل المنظومة: المصالح الفرنسية والمال الفاسد والإتحاد والإعلام.
هذه هي العناصر الكيميائية التي تتفاعل في الظلام وتُطلقُ رائحة نُسميها “النداء”. وسوف يبعثونه في إخراج جديد يكون جاهزا قبل 2019.