الحاج المولدي
الطيب الجوادي
أخيرا تاب عمّ المولدي توبة نصوحا وقرّر أن “يغسل عظاموا” ويحجّ إلى بيت الله الحرام !
الحقيقة أنّ توبته تأخرت سنة أو سنتين عن موعدها الطبيعي، فقد منع عليه الطبيب منذ سنتين السجائر والخمر، ولم يبق في فمه إلا سنّ واحدة لم تعد تصلح لحزّ اللحم و”التمخميخ” كما أنّ مرضيْ السكري وضغط الدمّ تظافرا عليه وجعلاه ييأس من استعادة رجولة مفقودة، ولكنّه مع ذلك لم يستسلم، وسافر لفرنسا للتداوي دون جدوى وخطب شابّة في عمر ابنته سرعان ما فضحته بعد الزّواج عند “اللي يسوى واللّي ما يسواش”، وهكذا وجد نفسه في طريق مسدودة، فأطلق لحيته وأدخل جسده في قميص أفغاني وأعلن أمام الملأ أنه “أسلم وحسُن إسلامه” وسيتبرّع بربع ثروته التي جمعها من الرّشاوي للمساكين والفقراء وسيذهب للحجّ !
ولكنّ عم المولدي وجد نفسه أمام إشكال كبير لأن إسمه “ما طلعش في القائمة” وهذا معناه أنه سينتظر سنة أو أكثر ليحين دوره.
تصرّف عم المولدي بسرعة وقدّم رشوة معتبرة للمسؤولين عن تحديد قائمات الحجيج، فـ”خرج” إسمه وتوجه للأماكن المقدّسة وعاد من هناك بلقب “الحاج المولدي”، وويل لك إذا ناديته عمّ المولدي حاف، يجنّ جنونه ويمسك برقبتك ليذكّرك “أنّه دفع الكثير من أجل هذا اللّقب”.
عم المولدي مازال يعيش وهو يُسرّ لبعض المقربين منه أنّه “استعجل التوبة والحجّ وكان عليه أن يصبر قليلا بعد أن امتدّ به العمر أكثر من عشر سنوات حرم فيها نفسه من لذائذ الدّنيا”.