زهير إسماعيل
أو ننسفه ونعيش على العزة والحطب
مظفّر النوّٰاب
أربع مراحل عرفها النفط منذ ظهوره في الخليج العربي، تلخّٰص “سياسة” دول الخليج النفطيّة في علاقة بالغرب/الرأسمال العالمي الذي كان شريكا منذ اللحظة الأولى من خلال شركاته وديبلوماسيته ثم قواعده العسكرية الاستراتيجية:
م1. النفط مقابل البناء : بناء الممالك والأنظمة والإمارات (مدن الملح) بمساعدة بريطانية.
م2. النفط مقابل الحقوق : حظر النفط عقب حرب 73 التي تتنزل ضمن إستعادة الحقوق العربية (سيناء، الجولان، فلسطين).
م3. النفط مقابل الغذاء : إثر الحصار الذي ضرب على العراق عقب حرب الخليج الثانية بدعوى امتلاك أسلحة دمار شامل.
م4. النفط مقابل البقاء (النفط مقابل الحماية) : قيام قواعد استراتيجية في أهم دول الخليج، واحتلال بغداد. وتأكدت هذه المرحلة بعد الربيع العربي ودور المال الخليجي في وأد حلم المواطنة الكريمة.
وهذه المرحلة يمكن تسميتها “النفط مقابل تغريدات ترامب”، أو “النفط مقابل الهُراء”، لأنّه لا شيء غير التغريدات المبتزّة. وما يوجد من قواعد هنا وهناك هو لحماية المصالح الأمريكية. وتبقى القواعد سيفا مسلطا على المتخاصمين من مشايخ النفط : توهم من يستضيفها بأنها جزء من حمايته وحصانته، وتوهم جاره/خصمه بأنّها نقطة ضعفه متناسيا أنّٰه مثله مستطيع بغيره وواقع تحت السيف نفسه. وغدا ترامب أكبر “جامع جباية” في تاريخ الكوبوي الأمريكي، وكأنّه جيء به لهذه المهمة. ويمارس الرجل ابتزازا مفضوحًا وفي الغالب منقولا بكل صلف على المباشر ولا يجد مشايخ القطران له ردّٰا.