عبد اللّطيف درباله
استقالة مهدي بن غربية الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم.. بعد استقالة سابقة للمستشار مفدي المسدّي.. وربّما استشارة لاحقة وقريبة للوزير المستشار إيّاد الدهماني.. ليست تخليّا عن الشاهد.. أو قفزا من السفينة.. أو انسحابا من السياسة.. ولكنّها تنبأ على الأرجح بأنّ الحرب على السلطة بين جماعة يوسف الشاهد وجماعة السبسي ستدخل مرحلة أخطر وأكثر شراسة.. وأنّ الشاهد ومستشاريه المقرّبين يتوقّعون ضربات تحت الحزام.. ممّا جعلهم يتحسّبون لذلك بتخفيف مواطن الضعف والثغرات الممكنة في فريقهم..!!
ذلك أنّه قد بلغ إلى علم الشاهد ومستشاريه المقرّبين أنّهم قد خضعوا للمراقبة الدقيقة واللّصيقة من أمن لطفي ابراهم أيّام جلوسه في كرسيّ وزير الداخليّة.. وذلك في نطاق الحرب بين الرجلين.. وقد سعى ابراهم على ما يبدو وطبقا لاعتقاد جناح الشاهد لمسك “ملفّات” على رئيس الحكومة وأركان حربه وهم المسدّي وبن غربيّة والدهماني..
وتحسّبا لما يمكن أن يكون بحوزة ابراهم وجناح السبسي من معلومات ومعطيات وملفّات عنهم جميعا.. فلربّما كانت الحكمة في الحرب بحسب “تكتيكهم” تقتضي تخلّي ثالوث المستشارين عن مناصبهم في قصر الحكومة بالقصبة.. حتّى اذا دخل جناح السبسي “حرب الملفّات” والأوراق والتسريبات ضدّ مستشاري الشاهد.. كان ذلك بعد فوات الأوان باعتبارهم لم يعودوا يشغلون مناصب رسميّة.. وبالتالي لم يعد أيّ اتّهام يتعلّق بهم يحرج رئيس الحكومة الطموح للسلطة يوسف الشاهد..!!!
في المقابل فإنّ تخلّي مستشاري الشاهد عن مناصبهم الرسميّة ومغادرتهم قصر الحكومة.. سيفتح لهم المجال لدعم يوسف الشاهد بكلّ قوتهم دون قيود المنصب الرسمي.. ويعطيهم الوقت الكافي للعمل في تكوين ودعم الشكل السياسي الجديد.. سواء حزب أو جبهة أو ما شابه.. الذي قد يخوض به يوسف الشاهد وهم معه غمار الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانية القادمة 2019..!!