حين يكون السياسي الجبان مجرما

بحري العرفاوي

في قناة الزيتونة في 2013 قلت إنهم يريدون الدفع بكم نحو الغمامة القديمة، غمامة “الإرهاب” وحذرت أن تدخلوا تحته، فدخلتم لعجزكم عن كشف الإرهابي الحقيقي الذي يقتل أولاد المهمشين المفقرين من أمنيين وعسكريين.

بعد اغتيال المغدورين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وعجز الجميع عن كشف القتلة خرجت البلاد من مجال التنافس السياسي والتدافع الديمقراطي ودخلت منطقة “الحرب على الإرهاب” تشرف عليها مختبرات خفية لا يعلمها أحد ولا يعلم الساسة مواقيت تحركها، غرفة كما غرف الجان تضرب ولا تُرى ولا تترك أثرا يدل عليها.
“السياسة” التونسية برمتها ملوثة الآن بدماء الزواولة من شباب القصرين وجندوبة ومكثر وبوزيد وباجة وحي التضامن وكل المناطق المهمشة المنسية.
“تونس الشهيدة” تتحرك على درب الدم وما تنطقه من “سياسة” وما تشهده من مناسبات “دمقرطة” إنما هو للتعمية… مسرح السياسة خلفه ستار أحمرٌ يُخفي أفاع وضباعًا.
لماذا لا يضرب الإرهاب من الأمنيين والعسكريين إلا شبانا من جهات مسحوقة؟ لماذا لا يطرح السياسيون من المتكلمين في “الثورة” أسئلة عن حقيقة الإرهاب وهوية الإرهابيين.؟
حضرتُ اجتماعات كثيرة لرموز سياسية وكانوا أثناء خطابهم يقفزون كمن صعقه جان ينددون بالإرهاب بطريقة فيها تكلف وتزلف لجهة مجهولة أحدهم كان يصرخ في الحضور: نددوا بالإرهاب يا وخياني، نددوا الكل بالإرهاب… كان خائفا… ومازال خائفا.
إما أن تقولوا للناس الحقيقة وإما أن تكفوا عن ممارسة الزيف الثوري، أنتم رهائن في مختبرات مظلمة تعرفونها ولا تقدرون على مواجهتها وستبوؤون يوم القيامة بدماء المغدورين من شباب الأمنيين والعسكريين من جهاتنا المسحوقة خاصة.

Exit mobile version