أحمد الغيلوفي
في “الطوطم والتابو” يحدثنا فرويد عن الدين بوصفه نتاجا لعمليه النكوص: استحواذ الأب على النساء جعل الأبناء يقتلونه، غير أن الأنا-الأعلى عاقبهم فقاموا بتصعيده في شكل أب/إله يؤدون إليه الصلوات والقرابين معبرين عن ندمهم، مستجيرين بقوته الخارقة كلما واجهوا صعوبة.
قتل الشعب التونسي للأب (بن علي) الذي يحتكر السلطة (فيها لذة) وثروات البلاد (عوضت خصوبة النساء) دفع أطفاله لاستدعائه في كل طارئ: “وينك يا بن علي” “لو كان بن علي موجود راهو..”. البحث عن بورقيبة في بن علي والبحث عن بن علي في الباجي دليل على أن هؤلاء مازالوا في حالة الطفولة: لا يجدون الطمأنينة إلا في ظل حامي، تماما كالأطفال.
الطريف أن هؤلاء يدعون الحداثة التي أنبنت أساسا على قتل الأب/الإله/الزعيم/القس. الإنسان الحديث يتميز بضرب حاد من الشقاء لأنه يواجه الظروف والطبيعة بلا ولي ولا نصير، يصارع ولا يستند لأي حائط ولذلك خلق التقنية. ما الفرق بين “وينك يا سيدي بنغيلوف؟” (ولي صالح في الحامة) و” وينك يا بنعلي؟”. لا شي. في أنفسهم العميقة هم خوانجية الشعب التونسي.