إلى شيخة الحاضرة : مزيدا من الشعبويّة رجاءً
نزّلت الصفحة الرّسميّة لبلديّة تونس الحاضرة صورا لشيخة مدينة تونس في زيارة تفقّديّة رفقة أعضاء المجلس البلديّ وهي ترافق العمّال في حملة نظافة ليليّة بالشّارع الرّئيسي للعاصمة بل وتشارك بنفسها في بعض هذه الأعمال بشكل رمزيّ لم نعهده من شيوخ بلديّة الحاضرة وأعيان البلديّة الذين كانوا يطلّون علينا في المناسبات الرسميّة بوجوههم اللمّاعة وأزيائهم التقليديّة الفاخرة.
هذه الأعمال تكون دائما محلّ احتفاء وإشادة ودعوة للاقتداء والاحتذاء عندما تصدر عن مسؤولين غربيين، لكن عديد التّعاليق المصاحبة رأت فيها شعبويّة واستبلاها ودعاية واستنقاصا من هيبة منصب شيخة المدينة.
هذه التّعاليق ذكّرتني بقصّة جحا وابنه والحمار في وضعيّات التنقّل المختلفة التي أثارت انتقاد المارّة في كلّ حالاتها.
سيّدتي شيخة المدينة إفعلي ما يعبّر عن قناعاتك وما يرضي ضميرك ضمن المهام المنوطة بعهدتك ولا تعبئي كثيرا بالمنتقدين، الإستماع إلى النّقد الوجيه والبنّاء مفيد ومطوّر للأعمال أمّا انتقادات التثبيط و”التنبير” والتّنفيس فلا تعيريها الكثير من الاهتمام.
مزيدا من الشعبويّة سيّدتي منك ومن كلّ المسؤولين البلديين نريد أن نراكم على عين المكان حيثما كانت متاعب المواطنين ومعاناتهم اليوميّة مع الزبالة المكدّسة والطّرقات المملوءة بالحفر والإنتصاب الفوضويّ والمحلات التي احتلّت الطّريق العامّ…
هذه الشّعبويّة مطلوبة لانّها اقتراب من معاناة الشعب وحاجياته ونبضه.