“بيّة الزّردي” على خُطى “رياض الزغل”

صالح التيزاوي
“للّه بيّة” واكبت أواخر الحقبة البورقيبيّة، وواكبت الحقبة النّوفمبريّة التي أقصتها من الواجهة الإعلاميّة كمذيعة ربط بالتّلفزة التّونسيّة بسبب خطإ في التّقديم أغضب زعيم العصابة، عندما أطلّت ذات ليلة وقالت “سيّداتي وسادتي نحن في انتظار توجيهات السّيّد الرّئيس”. (تعني بورقيبة).
عثرة لسان لم يكن ليغفرها لها المخلوع فكان القرار بتجميدها. وها هي بفضل الثّورة تعود إلى المشهد الإعلامي بما يعني أنّ “لِلَه بيّه” (كبيرة في العمر)، ولا يليق بمن كانت في مثل سنّها (سنّ الرجوع لربّي) أن تبدي امتعاضها من استعمال مضخّمات الصّوت في المساجد على الأقلّ من باب الإحترام للمجتمع في هذا الشّهر الفضيل. لتعيد إلى الأذهان تصريحات مثيرة لـ”رياض الزغل” بمناسبة مناقشة ميزانيّة وزارة الشّؤون الدّينيّة العام 2010، حيث اعتبرت صوت الأذان “تلوّثا صوتيّا يزعج المواطنين والدّارسين على حدّ سواء”.
وقاحة تخترق الدّماغ كأنّها وابل من الرّصاص تعبّر عن رغبات مكبوتة كامنة في اللّاوعي تستهدف كسر ثوابت المجتمع وتقاليده الرّاسخة التي لم يستطع حتّى المستعمر الفرنسي إزالتها.
من أيّ طينة هؤلاء الذين يزعجهم صوت الأذان فوجدوا الحلّ في إخماده؟ أليست بذاءاتهم ووقاحتهم أخطر أنواع التّلوّث الأخلاقي والمجتمعي؟ أمّا صوت الأذان الذي يدوم لحظات فإنّه يزيل عناء الأرواح ويخلّصها من هموم الحياة التي هم أحد أسبابها.

رياض الزغل - "بيّة الزّردي
رياض الزغل – بيّة الزّردي

Exit mobile version