بلغيث عون
أكثر من 37 شهيدا في غزة وعشرات الجرحى برصاص جيش الإحتلال يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. لكن الشعب الفلسطيني العزيز العظيم المؤمن البطل الشهم الصادق النظيف المصطفى من الله في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، كتب عليه أن يقاوم.. لوحده، وله الله وحده.
تفسير الإنتصار الصهيو-أمريكي المؤقت ليس له من تعليل إلا الذي كنا ولا نزال وسنظل نعلل به أبدا: كسر شوكة الشعوب وراء كل الهزائم (تخوين الثورات وتحويلها إلى مؤامرات، تحويلها إلى إرهاب، تدبير الإنقلابات عليها أو ضربها في المهد..). إن انتصار الثورات (الفرضية المؤودة) لم يكن ليفتح ربع باب لإسرائيل ولا لأمريكا، والكل يعلم. لسنا بحاجة للتذكير بتصريحاتهم، صهاينة وأمريكان وبترودولاريين، عن الخطر القادم من نجاح الثورات وصعود الإخوان المسلمين خاصة، فقد أتخمنا بها.
سنظل نؤمن أن ليس ثمة غير خطين: خط الشعوب والمراهنة عليها وعلى المقاومة الشعبية (بما تستدعيه من لعن الإستبداد الملون)، وخط الأنظمة التي لا خير فيها إلا ما مد منها يدا للشعوب وكرامتها. سنظل نسوي بين السعودية والإمارت وما لف لفهما وبين إيران والبعث المتعفن وما لف لفهما. سنظل مقتنعين بأن الشعوب تسبح بعيدا عنهم جميعا، من الشعب المقاوم للصهيونية في فلسطين حتى الشعوب في سوريا والعراق إلى أقصى بلاد العرب والمسلمين المقاومة للعملاء الحمقى والمستبدين المرضى.
إذا لم يكن هذا صحيحا وكان ثمة من أفق سيفتحه قمع الثورة المصرية وتدمير الثورة السورية والعبث بالثورة الليبية والكيد للثورة التونسية وتفكيك الثورة اليمينة، فأرونا إياه أيها المراهنون على الدخول في الحضرة الأممية، المقتاتون من نعم الفيتو عليكم، وقد نقلت السفارة الأمريكية تحت ناظريكم، ماذا أنتم فاعلون؟ هل من فيتو يفيد القدس وفلسطين أم أن الفيتو يعمل فقط ضد أطفال سوريا؟ أين “العنتريات” في سوريا والعراق، أين منها “عنتريات” في فلسطين وقد رأينا تفاهة الرد الأخير لإيران في سوريا وسفاهة المراهنة على إيران، حتى قال المحللون لو ضربت طهران فلن ترد إيران (همومها الطائفية أكثر من شغلها بإسرائيل)؟
يا عار الممانعة، لو -للمستحيل- قمتم بأدنى رد على إسرائيل وقد وأدتم الشعوب، أدنى حرب ممكنة، قد نكون جاهزين لنسيان مآسيكم في سوريا والعراق وغيرها؛ لكن هيهات أن يكون قاتل الأطفال والنساء رجلا يعول عليه، والامريكان يعرفون ذلك، فلو عرفوكم رجالا لما بلغوا هذا المبلغ.