نتائج الانتخابات البلديّة ضربة قاصمة لظهر السّيستام

عبد اللطيف علوي
يجب أن نفهم الأمر بهذا الشّكل.
ولذلك هم يتخبّطون في جنون الكذب والتّضليل والتّبلعيط والبهلوانيات، يكادون يقفون على رؤوسهم، من أجل التّطمين الكاذب لمنخرطيهم، حفاظا على مواقعهم وصورتهم.
ماذا حدث في هذه الانتخابات؟ 
ما حدث أنّ الثّورة قد اقتحمت أشدّ مواقع الدّولة العميقة تحصينا، وقامت بأكبر عمليّة انتشار أفقيّ وبشكل قريب جدّا من عين المواطن وأذنه وحياته اليوميّة، والبلديّة كما نعرف هي الرّافعة الأولى للتّنمية في منطقتها، وبالتّالي لها دور كبير جدّا في تنزيل برامج الحكومة، أيّ حكومة، وهي القادرة على إنجاحها أو إفشالها، لأنّ مجال تدخّل البلدية يتقاطع مع كلّ الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية وغيره.
سنة 2011 فازت النّهضة بأغلبية كبرى، لكنّها كانت أغلبية فارغة جوفاء لأنّها بقيت معلّقة في الهواء، ولم تجد قوى على الأرض تسندها وتسمح لها بالنّجاح، بل كان العكس تماما، فكان المنعرج.
لأوّل مرّة تخترق الثّورة جدران السّيستام المسلّحة وتنفذ إلى العمق.
وهذا سيساعد كثيرا وسيغير الكثير من قواعد اللّعبة في التشريعية القادمة.
نستطيع أن نقول منذ اليوم، إنّنا ربحنا أنتخابات 2019…
كيف ذلك؟
إذا فازت حركة النّهضة وعاضدتها قوى ثورية أخرى، فستجد أرضية مهيّأة للعمل والنجاح طيلة المدّة النّيابيّة.
وإذا فشلت النّهضة ومن معها في التشريعية القادمة، فستبقى لها القوّة الصّلبة المحدّدة على الأرض، قوّة البلديات، الّتي سيضطرّ السيستام إلى أن يمرّ عبرها لمدّة 4 سنوات أخرى على الأقلّ.
من هنا تأتي القيمة الاستثنائية لهذه البلديات، وهي أكبر وأكثر تأثيرا في مسار الانتقال الديموقراطي من التّشريعيات بكثير.
#عبد_اللطيف_علوي

Exit mobile version