في يوم عيد الشغل، أتى أهل قرية حكيمَهم

الحبيب حمام
أهل القرية: أيها الرجل الصالح، لماذا نحن متخلفون وأهل القرية المجاورة متقدمون؟ هم يصنعون ويبيعوننا ما يصنعون، ونحن نبيع ما نملك ونشتري ما يصنعون.
الحكيم: الأمر سهل، ابحثوا عن عمل وافعلوه ؟
أهل القرية: أتتخذنا هزؤا ؟
الحكيم: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
أهل القرية: لا نعرف العمل، دلنا على صفاته.
الحكيم: كل جهد ينفع الناس ويأتي أكله، فافعلوا ما تؤمرون.
أهل القرية: وما لونه ؟
الحكيم: لون التراب، إذا نزل العرق من الجباه، واختلط بغبار الأرض، فذلك لون العمل.
أهل القرية: زدنا من صفات العمل، إنّ العمل تشابه علينا، وإنا إن شاء الله لمهتدون.
الحكيم: أثيروا الحرث، وانثروا الزرع، واحفروا البئر، واسقوا الأرض، وحطبوا الغاب، وليّنوا الحديد، وخوضوا البحر، وارموا الشبك، واقتسموا السمك، وعلّموا النسل، واقضوا بين الناس بالحق، فذلك ومثله العمل، فاعملوا ولا تكسلوا.
فهلّل أهل القرية واستبشروا بكلام الحكيم، فصنعوا للعمل عيدا، وجرى حب العمل في عروقهم، وعلت هممهم، ودب النشاط فيهم، فهبوا وصرخوا “الله أكبر” فأخذوا العمل وذبحوه، وكان مصيره مصير البقرة. مالى كيفاش يحتفلوا بعيد الشغل من غير من يسيّلوا الدم؟ كانت هذه تذكرة صباحية، وطاب عيدكم، بقلم اليعقوبي الطبوبي شُهر الحبيب حمام.

Exit mobile version