سعيد جدا بضعف إقبال الأمنيين والعسكريين على الإقتراع
سمير ساسي
أنا سعيد جدا بضعف إقبال الأمنيين والعسكريين على الإقتراع لأنه يدل في تقديري على أن التحزب داخل هذا القطاع الحساس ضعيف بصرف النظر عمن أخفى إنتماءه لأسباب تخصه وطالما أنه أخفاه فهذا يحسب لفائدة غير المتحزبين.
وضعف الإقبال هو رد مفحم لمن صدعوا آذاننا بالمزايدة على منح الأمن والجيش حق الإقتراع فالممتنعون يقولون لهم نحن نسير نحو تأسيس أمن جمهوري وجيش جمهوري وحساباتكم لا تعنينا (طبعا لا تعنيني هنا النوايا الخفية والحسابات الخاصة مادامت غير معلنة).
أنا واحد من المستبشرين بضعف هذا الإقبال وأقرأه على الوجه الإيجابي الذي قدمته وآمل من الذين صوتوا هذه المرة أن يمتنعوا في المرات القادمة فيقتلون القانون بفعل واقعي وحسبهم أن يمارسوا مدنيتهم في الحفاظ على القانون وحماية كل التونسيين بعيدا عن إنتماءاتهم الحزبية.
قد أنزعج إذا كانت النسبة في صفوف المدنيين ضعيفة وهذا هو المتوقع بالنظر إلى حملة التتفيه التي مارسها الإعلام النوفمبري ضد قيم الثورة وبالنظر أيضا للنموذج السلبي الذي قدمه ساسة الثورة وأعتقد أن نسبة الإقبال في أحسن الحالات لن تتجاوز الثلاثين بالمائة لكني أعتقد أن ذلك سيكون بمثابة بدء الحفر ضد رواسب الإستبداد لذا وجب الدفع بالأمر إلى منتهاه لعل شيئا بعد ذلك يقع.