الدولة العبرية تقتل خيارنا
نور الدين الغيلوفي
الدولة العبريّة تستهدف أن تجعل من بلاد العرب مزرعة لا يبقى بها غير الحمقى والمغفَّلين والعملاء الذين “لا تهتزّ لهم قصبة”.. ترعى الرداءة في البلاد العربية وتقوم على حماية الأوغاد والأغبياء وتطلق أيديهم بكلّ وسيلة من أجل أن يستولوا على البشر والحجر والشجر وتسخّر الجميع في خدمتها..
وفي مقابل ذلك تلاحق العقلاء والأذكياء والشرفاء بالاغتيال.. تنتهب الأعمار فلا تُبقي ولا تذر.. إنّ خلاصة البرنامج الصهيوني لبلاد العرب أن يُقتل أبو عمّار ليعيش محمّد دحلان.. وأن يُغتال محمّد الزواري ليعيث توابع دحلان في أرض تونس فسادا.. ويُغَيَّبُ “فادي البطش” ليكون محمّد بن سلمان واليا للكيان الصهيوني على “المملكة العربية السعودية” برتبة ملك.. وتحاصَر مدينة غزّة لتمتدّ أذرع عيال زايد آل نهيان في كلّ ناحية من الوطن العربي الجريح تطارد ثوراته وتقطع الطريق على حريات شعوبه.. يُحرَق ثوّرا الشعب المصري ليُنَصَّب العسكريّ عبد الفتّاح السيسي فرعونا على مصر برتبة رئيس جمهورية يتّخذون منه ذخرا استراتيجيا يُنسيهم كلبَهم القديم حسني مبارك…
• الدولة العِبْريّة كيان دمويّ متوحّش يتغذّى على دماء النّاس.. يلاحق هذا الكيان خيار من أنجبت العرب.. لا يعنيه سقط المتاع من عرب المحيط.. فهؤلاء مُسْتَعْمَلاتُه يمسح بها الدم عن شدقيه.. زُرع هذا الكيان نبتا خبيثا وجيء به خنجرا مسموما يصطاد أرفع ما تلده نساء العرب ليبطش بهم ويحرم البشرية من عطائهم.. لا يلتفتُ من هؤلاء الضحايا إلى عناوينهم السياسية.. فما يعنيه سوى الجوهر يَنْتَهِبُهُ.. يغتال من اليسار أفضلهم ومن اليمين أرفعهم.. ويُقتّل أكثر الناس وطنيّة وتضحية وعلما وعقلا.. يريدها أرضا يبابا لا تنبت غير الرداءة والفجاجة.. والنبات النّكِد…
• يذهب الدكتور عبد الوهاب المسيري في نموذجه التفسيريّ إلى أنّ دولة الكيان الصهيونيّ إنّما هي “دولة وظيفية، زرعها الغرب الاستعماريّ في قلب العالم العربي والإسلامي من أجل القيام بوظائف ما بعد الاستقلال، أي؛ حماية مصالح الدول الغربية والنظام الدولي.. ولمّا كان الغرب، قد أشبع وحشيته من الدم البشري بما أتاه من غزو للشعوب الضعيفة وبما سفكه من دماء في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولمّا كان قد تفرّغ لشعارات حقوق الإنسان يفتح بها صفحة جديدة من تاريخه، فقد كان لا بد له من جماعات تنجز المهمات القذرة نيابة عنه.. وحدها الدولة العبرية التي زرعها في خاصرة الأمّة يحقّ لها أن تأتيَ ما تأتيه من جرائم ضدّ الفلسطينيين في أرضهم وضدّ الأصوات الحرة والعقول الكبرى في جميع أنحاء العالم، بلا متابعة ولا عقاب من أحد.. ومن تسوّل له إنسانيته بإدانة إجرامها الذي لا ينتهي تلاحقه تهمة “معاداة السامية” كما فُعل بالمفكّر الفرنسيّ الشهير “روجيه غارودي”.. لقد اُطلقت يد الدولة العبرية تبطش بمن شاءت وقتما شاءت حيثما شاءت…