الثلاثاء 17 يونيو 2025
المعز الحاج منصور
المعز الحاج منصور

نقابة التعليم تخرج دولة الباجي من القمقم…

المعز الحاج منصور
من أخطاء الباجي أنه دفع رئيس حكومته إلى الإنتحار السياسي في مواجهة إتحاد الشغل… فقد أراد الباجي أن يزج بهما معا في صراع يمكن أن ينهك الإتحاد… لكن حجم المنظمة الشغيلة جعلها تبدو أكثر قوة في مواجهة حكومة فاشلة بلا مشاريع ولا رؤى إستراتيجية… فإذا بيوسف الشاهد يسير حثيثا إلى نهايته السياسية كرئيس للحكومة.
الباجي أراد أن يضعف الإتحاد دون مواجهة مباشرة… كأنها حرب بالوكالة… مضحيا بوزير استنفد كل زمنه السياسي… حتى يتسنى لقصر قرطاج أن ينفذ شروط الدول المقرضة في بيع المؤسسات الوطنية.
لكن هذا الصراع كشف أيضا مدى سيطرة السبسي على أهم وسائل الإعلام… فقد اتضح أن اللوبي الحاكم كان قد شرع في صناعة لوبي إعلامي لأجل تشويه خصومه وتلميع إنجازاته الوهمية… فانخرطت قنوات نسمة والحوار التونسي والتاسعة وإذاعة موزايييك في حملة تشويه غير مسبوقة لإتحاد الشغل…
سيؤدي ذلك مستقبلا إلى تعاطي الإتحاد مع لوبي الإعلام بأسلوب مختلف تماما عما كان عليه من قبل.
من جهة أخرى فقد أخرجت نقابة التعليم غول الإستبداد من قمقمه… أفخرجت دولة الإستبداد من مصباح نقابة التعليم الثانوي وكشفت عن وجه قمعي لا وطني يريد بيع الوطن…
كان صمود الأساتذة وتضامنهم ووحدتهم وطول نفس المقاومة فيهم سببا في دفع قيادة الإتحاد إلى عقد الهيئة الإدارية التي هي أشبه بهيئة إعلان حرب…
ليس أمام الباجي الآن إلا التراجع خطوة إلى الوراء والتضحية برئيس حكومته وبوزير تربية عاجز وجامد… لأن الباجي يعلم يقينا أنه ليس جاهزا بعد لمواجهة الإتحاد… أما إذا ما اختار المنازلة فإنها كارثة على دولة مفلسة.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق