الإنتماء الحزبي والنضال الاجتماعي

بحري العرفاوي

هل يمنعني انتمائي الحزبي حتى وإن كان حزبي في السلطة من أن أخوض نضالا اجتماعيا دفاعا عن العدالة الاجتماعية وعن المطالب المشروعة ؟ هل يُعقل أن ينتقل “مناضل” من نقابي أو محتم بالنقابة إلى خصم للنقابيين وللإتحاد بمجرد أن يصبح حزبه في الحكم؟ وهل مهاجمته للنقابيين حتى وإن كانوا زملاءه في الوظيفة والشغل هي مهاجمة دفاعا عن “الدولة” أم عن “الحزب” أم عن مصالحه الخاصة؟.

النضال الاجتماعي ليس طارئا على مجتمعنا التونسي خاصة ولا على تاريخنا كمسلمين إذ كان أبو ذر رمزا للكفاح الاجتماعي ولم نقرأ ما يعيب عليه مواقفه تلك بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الكفاح ضد استراق أرزاق الناس بأي وسيلة وقد اعتبر من مات دون ماله شهيدا.
انحيازنا لمطالب المربين ليس لدوافع سياسية ولا لتصفية حسابات ولا لتوتير أجواء ولا لإحراج حكومة وإنما هو انحياز مبدئي واع مسؤول وشجاع أيضا… المربون هم من صمد وصبر ولم يرفع مطالب طيلة السنوات الثلاث الأولى منذ 2011 وحرص على إنجاح كل المحطات الدراسية وفي مختلف المستويات وليس منة ولا فضلا وإنما مسؤولية وأمانة ووطنية.
من حق الأحزاب في الحكم أو خارجه كما من حق أي مواطن الإعتراضُ على الإضراب لما يراه من أسباب ولكن ليس من المقبول إنخراط “مناضلين” حزبيين في حملة ضد المربين وبمفردات غير مهذبة.
بعض “المهاجمين” يتكلمون كما لو أنهم هم السلطة أو كما لو أنهم هم الدولة أو كما لو أن عشرات آلاف الأساتذة ليسوا مواطنين تونسيين وليسوا واعين بمهمتهم ورسالتهم أو كأنهم كائنات مفارقة لعوالم الأشياء والمكتسبات والمقتنيات والحاجات يعيبون عليهم مطالبهم “المادية” ولكأن غيرهم يطلبون “حسنات” و”دعوات خير”.
بعض “المنتمين” يظنون أنهم يدافعون عن مصلحة حزبهم فيسيئون إليه بأسلوبهم وقاموس مفرداتهم.

Exit mobile version