عادل القادري
تاريخ افتراضي (يعني كان من الممكن) بمناسبة ذكرى رحيل الزعيم الحبيب بورقيبة:
لو نجحت المحاولة الانقلابية ضد بورقيبة سنة 1962 لأصبح الضابط عمر البمبلي (المتأثر بتكوينه وتجربته في المشرق العربي) رئيسا للبلاد ولصارت تونس مثل سائر الجمهوريات العربية المسلحة التي يحكمها العسكر، أي أكثر استبدادا وفسادا ونزعة للتوريث العائلي وترهيبا وإرهابا وقابلية لفوضى السلاح والتفكك، ولما نجحت نسبيا واستثنائيا ثورتها الأخيرة… وكيف يمكن أن يوجد حوار وجدل سياسي وتعددية وإعلام حر واختلاف ديمقراطي في ظل نظام تدرب أصحابه على تنفيذ التعليمات الصارمة من دون نقاش؟
كما كان من الممكن، لو نجحت تلك المحاولة الانقلابية، أن يقوم العقيد زين العابدين بن علي (ربما مع صديقه وخريج دفعته المنصف الماطري) بـ “ثورة تصحيحية” عوض “تغييره المبارك”، أي قبل 1987 بسنوات كثيرة، ولنقل في نفس السنة التي أنجز فيها صديقه الليبي العقيد (في الحقيقة كان ملازما أول) معمر القذافي “ثورة الفاتح من سبتمبر”، أي سنة 1969، وهي أيضا السنة التي “أنجز” فيها العقيد جعفر النميري بالسودان “ثورة 25 مايو”، وما أكثر انقلاباتنا العسكرية العربية التي تسمي نفسها “ثورات”.
تذكير : الحكومة المدنية (في تونس يقال “الدولة المدنية” بمعنى “لائكية” أي غير دينية) هي بالأساس نقيض “الحكم العسكري” الذي يتولاه إثر انقلاب على السلطة القائمة ضباط مباشرون في الجيش وإن نزعوا بعد ذلك شكليا زيهم العسكري وهندسوا انتخابات على مقاس أحذيتهم الغاشمة وفق الطريقة المصرية التي كانت سباقة أيضا، إفريقيا وعربيا، عبر “ثورة 23 يوليو 1952” في نموذج “إنقلاب صغار الضباط”.