بشير العبيدي
#أقولها_وأمضي
منذ عشرات السّنين، يروّج عدد من المؤدلجين، خصوصا داخل قطاع التعليم وقطاع النقابات، طروحات نظريّة خرقاء ساهمت في بلبلة عقول الشباب العربي ووسّعت من رقعة الخلافات وعمّقت الجروح النّازفة.
من هذه الطروحات، نذكر معزوفة التبعيّة والتخوين، وذلك أن قسما من النّاس اقتنع بكل غباء أنّ التبعيّة لروسيا هي مقاومة وهي أفضل من التبعيّة للقوى الغربية بزعامة أمريكا، وأنّ التحالف والتبعية مع الاحتلال الإيراني أفضل من التحالف مع غيره من الأحلاف.
ما الفرق بين أن تقتلك قنبلة روسية أو قنبلة أمريكية أو قنبلة إيرانية؟ ما الفرق أن تحتل أرضك قوة أمريكية أو قوة روسية أو قوة إيرانية وتجعلك عبدا فاقدا لكل سيادة واستقلال وقرار؟ ما الفرق أن تطلق عليك أمريكا صاروخا أو يطلق عليك جيش النظام السوري برميلا متفجرا أو تطلق عليك إيران قذائف كيميائية؟ لا فرق فالموت والدمار والخراب واحد! هل سجلّ روسيا الشيوعية نظيف؟ هل سجل أمريكا الرأسمالية نظيف؟
ثم لماذا لا يكاد بعض العرب يَرَوْن مستقبلهم ولا يمكنهم أن يتخيّلوه إلا من خلال العمالة والتبعية والخضوع للقوى الأجنبية؟
ألم يجرِّب الشريف حسين صاحب الثورة العربية الكبرى التبعيّة تجاه الانقليز وانتهى أمره إلى خيانة مدوّية بقينا نعاني من آثارها إلى الْيَوْم؟
ألم يجرِّب الحكام نتائج الولاء تجاه الأمريكان فخان الأمريكان العهد وحموا مصالحهم عن طريق حماية الكيان الصهيوني؟
ألم يجرِّب الناس نتائج الولاء للدولة الفارسية فكانت النتيجة احتلال عدد من البلدان العربية وتخريبها من الداخل عبر نشر الفتن والحروب ؟
لماذا لا يفكر العقل العربي المؤدلج خارج صندوق الولاء ويؤسس لولاء محلي ذاتي مشترك، يجمع الضعف إلى الضعف ويصنع منه قوة، بدل أن نقضي أعمارا وأجيالا في اتباع هذا أو ذاك؟
ل

اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.