تلميع القائمات الإنتخابية
عايدة بن كريّم
في الإنتخابات التشريعية أو الرئاسية السيرة الذاتية للمترشّح مهمّة… لمّا تحط طبيب أو مهندس أو دكتور في الذرّة أو أستاذ في القانون الدستوري هذا يمثل قيمة مضافة… ولمّا يكون المترشّح (ة) أشقر وعينيه خضر وشعرها بالماش ولابسة آخر صيحة ووجهها يلمع زادة هذا مُستحبّ وحتى أنّهم في الكوم متاع الأحزاب يركّزوا على أمور “التلميع” وشوية ماكياج وحجاب على النمط التركي وابتسامة على النمط الفرنسي والمشي والجلوس على النمط السكندنافي…
لكن يا وخياني في الإنتخابات البلدية هذا كلّه ما عندوش قيمة لأنّ كلّ مجتمع محلّي له خصوصياته (فلاحي، زراعي، ريفي، حضري، سياحي، صناعي، محافظ، تقليدي، حداثي…) وكلّ مجتمع محلّي لديه معايير لتقييم “الفاعلين” ولديه تصورات لكيفية إدارة الشأن المحلي… صحيح هذه التصورات ما قراوهاش في الجامعات الكبرى واكتسبوها بالتجربة والخبرة وتوارثوها أبا عن جدّ لكنها تصوّرات تؤخذ بعين الإعتبار في الخطاب الموجّه إليهم… لأنّ الرهان في المحليات يتلعب على قدرة المترشحين على ترجمة هذه التصوّرات وتحويلها إلى مشاريع يقبلها السكّان المحليون… البطّال والفلاّح والعامل اليومي في بعض الجهات بإمكانهم كسب الرهان أكثر من الطبيب والمهندس والعالم في الذرة…
ولهذا لغة التمايز بالوجاهة العلمية لا يمثّل مصداقية للمترشّحين ولا للقائمات…