إن سقط سقطنا جميعا في حُفرة
عايدة بن كريّم
آخر معاقل النضال الاجتماعي “الإتحاد العام التونسي للشغل”… إن سقط سقطنا جميعا في حُفرة الرأسمالية المتوحّشة… ولن يبقى لنا جدار واحد نحتمي بظلّه من رمضاء الليبرالية وانفتاح السوق وقانون الغاب… وسنواجه خوصصة أنماط العيش بصدور عارية.
المشهد الحالي: كثير من الحقّ مُغلّف بالباطل… لكن!!!!!!! المسألة معقّدة برشة ولا تُحسم بتدوينة ولا ببيان… ولذا
كلّ المساندة لنقابة التعليم حتى إن كان على رأسها “كلب سوق”… لأنّ بعد نقابة التعليم الثانوي سيأتي دور الإبتدائي والعالي ثمّ بقية حبّات المسبحة…
أحزاب المعارضة تشلّكت وتدجّنت ودخلت بيت الطاعة من شبابيك التوافق ووثيقة قرطاج… الجامعة أفرغت من بعدها النضالي المُقاوم وتحوّلت إلى ماكينة تُفرّخ “التكنوقراط” و”المُعطّلين عن العمل”… المُجتمع المدني اشترته المنظمات الدولية ولم يبقى أمامه إلاّ الدفاع على التأنيث والتشبيب وتمكين النساء وصناعة “القادة” الإفتراضيين…
الدفاع على الإتحاد العام التونسي للشغل (رغم كلّ التقييمات السلبية للدور الذي لعبه والذي هو بصدد القيام به) فيه حفاظ على بعض من النفس المُقاوم في المجتمع التونسي… إن اختنق هذا النفس غرقنا في الظلام وسقطنا في مرحة اللاّوعي…