الجمعة 13 يونيو 2025
عبد اللطيف علوي
عبد اللطيف علوي

شخص من قابس بلا باسبور ولا فيزا !!!

عبد اللطيف علوي
في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة، كنت في الطريق إلى قابس للمشاركة في مهرجان الحامّة.
أذكر أنّه في زمن مضى، استوقفتني دورية للحرس ذات ليلة في بوسالم، وطلبوا بطاقة التعريف، وبعد التثبت قال لي أحدهم، فيما يشبه الاعتذار الوقح:
– أنت تعرف، البلاد موش رايضة… هل تتصور من وجدنا البارحة هنا قرب الجبّانة؟ لن تصدّق…
نظرت إليه في فضول أستحلفه أن لا يزيد في تشويقي حدّ الاحتراق، وأنا أتوقّع أن يكون إسرائيليّا، أو انكشاريا أو بيزنطيّا أو من الاسكيمو، ولا شكّ أنهم حجزوا عربته السريعة المجرورة بالكلاب الضّخمة ذات الشعر الكثيف كالدببة…
قال لي بعد أن تأكّد أني استويت:
– أوقفنا شخصا من قابس! ما الذي أتى به من قابس إلى هنا؟!
– من قابس؟؟؟… ما تقول ها الكلام يا رااجل!
– نعم من قابس… وقرب الجبّانة!
– لا شكّ أنه جاء ليفجّر الجبّانة… وطبعا وجدتموه بلا باسبور ولا فيزا ولا حتى أوراق إقامة مؤقتة!!!
قال وهو ينظر إلي بازدراء:
هكذا أنتم شباب الطلبة، رغم أنّ عندكم مستوى تكنولوجي معيّن، إلاّ ان تفكيركم دائما سطحيّ… ثمّ أعاد إلي اﻷوراق، ونصحني أن أكون حذرا…
شكرته من صميم فؤادي، ووعدته بأن أعمق تفكيري أكثر، مترا أو مترين إضافيين، وحمدت الله على رعايته وعلى ما سخره لنا من عيون لا تنام، ثمّ عدت مسرعا إلى البيت وأغلقت على نفسي الباب، فمن يدري… لعلّي أقع بين يدي قابسي وتكون الطّامّة الكبرى لا قدّر الله…
#عبد_اللطيف_علوي


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد اللطيف علوي

ونحن على ذلك من الشّاهدين

عبد اللطيف علوي  هو عنوان كتابي الثّامن، الّذي صدر اليوم بعون اللّه عن دار العلوي …

عبد اللطيف علوي

متلازمة الغباء الدلاّعي

عبد اللطيف علوي  ها قد بدأ موسم الدلاع، وبدأ موسم الخسارات والخيبات الكبرى. مع كلّ …

اترك تعليق