لسنا سعداء بخراب الوطن…
فؤاد حميرة
أتمنى على المؤيدين أن يفهموا أننا لسنا سعداء بالضربة الأميركية ولا بالضربات الإسرائيلية على وطننا، وأن قلوبنا تحترق لما يحدث ولكننا لا نضيق مفهوم الوطن ونفصله على هوانا ووفقا لمصالحنا، فإدلب وطننا أيضا، الغوطة وداريا والمعضمية والقدم، حلب وريفها حمص وريفها حماة وريفها الرقة دير الزور، كلها وطننا، وأنتم من بدأ التصفيق للطائرات الروسية التي كانت تنطلق من قواعدها العسكرية على أرض وطنـ(نا) لتدك البيوت على رؤوس أصحابها من أهل وطنـ(نا).
نحن نرى الوطن يمتد من تركيا شمالا إلى فلسطين والأردن جنوبا ومن البحر المتوسط ولبنان غربا إلى العراق شرقا… أما أنتم فلا ترونه إلا في طوائفكم وأبناء الوطن عندكم هم أبناؤكم فقط وليذهب باقي أبناء الوطن إلى الجحيم… الوطن عندكم هو من يقول نعم للنظام وعصاباته، وغير ذلك فهو خارج الوطن وعيل ومتآمر ويستحق الموت والدمار والتشريد… أنتم ترون الوطن في وظيفة حصلتم عليها، في مصلحة صغيرة، ونحن نراه أوسع وأشمل… نحن نراكم وطنا وأنتم تروننا عملاء… تصفقون للسلاح الروسي وتكرهون السلاح الأميركي، فيما نبكي دما على أهلنا الذين يموتون بأي سلاح بغض النظر عن مصدره والدولة التي صنعته.
لا تطنوا أننا سعداء بانهيار وطننا إلى هذا الدرك، فيما أنتم تحتفلون بالنصر على السوريين رغم أن دم قتلاكم لم يبرد بعد… دماء أولادكم لم تجف بعد… لسنا من بدأ بتخريب وتشويش مفهوم الوطن… لسنا من ربط الوطن بشخص (سوريا الأسد) أنتم من خلط عمدا مفاهيم الوطن وحصرها وضيقها.
الكثير من الماء في فمي… الكثير من الحزن والقهر… الكثير من الحزن… لسنا سعداء بخراب الوطن… ترقصون في الساحات لدمار الوطن بحجة حماية الوطن.
أيها القهر… أعرني من لدنك دمعة.
• كاتب دراما سوري مواليد 30 نوفمبر عام 1965 في دمشق.